«عباس وحماس» و«غضب الرباعية» !
رجا طلب
31-10-2016 12:08 AM
على عكس خطابه الشهير، « خطاب اللاءات الكبرى « الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المقاطعة في الخامس من سبتمبر الماضي وأشهر خلاله « الكرت الأحمر» في وجه الرباعية العربية ( مصر – الأردن – السعودية والإمارات العربية ) متهما إياها بالتدخل في الشأن الداخلي والتأثير على القرار الفلسطيني « المستقل « ، استنجد عباس بوزير خارجية قطر من اجل ترتيب لقاء مع خالد مشعل وإسماعيل هنية المتواجدين في الدوحة تحت عنوان « المصالحة الوطنية « ، « وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي « .
في ذلك اللقاء الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في مقر وزارة الخارجية القطرية واستمر لعدة ساعات تبين أن عنوانه الرئيسي ليس المصالحة الوطنية بل كان عنوانه البارز هو محمد دحلان .
كان دافع عباس الأساسي من عقد اللقاء ليس المصالحة الوطنية بقدر ما هو التفاهم مع قيادة حماس للتضييق على دحلان وأنصاره في قطاع غزة ، وتحديدا بعد الإفراج عن عدد من أنصاره من سجون حماس والسماح لزوجته جليلة دحلان من دخول القطاع وتقديمها خدماتها الاجتماعية – الاقتصادية لأهالي القطاع المحاصر .
في اللقاء وافق عباس على مقترح لحماس بان تدير الدوحة موضوع المصالحة ، لكن قيادة حماس تدرك أن عباس ليس له مصلحة في إجراء مصالحة تقوم على أرضية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لعلمها مسبقا من تخوفه الكبير من الذهاب لصناديق الاقتراع تحت أي عنوان ولعلمها أن تصريح أفي ديختر الرئيس السابق للشاباك لصحيفة « إسرائيل اليوم» في الثالث عشر من الشهر الحالي الذي قال فيه ( لن أفاجأ إذا انتُخب خالد مشعل رئيساً للسلطة الفلسطينية ) يثير في داخله الرعب من صناديق الاقتراع وبالتالي فان خياره في الوقت الراهن « هو إبقاء الحال على ما هو عليه « على المستوى الوطني ، أما على مستوى حركة فتح فهو يستعجل عقد المؤتمر السابع للحركة لإغلاق الباب نهائيا في وجه دحلان وأنصاره واستبعادهم من كل المواقع القيادية في الحركة لاستكمال سيطرته عليها .
كما يعلم مشعل وهنية أن « أبو مازن « يعيش أزمة حقيقية مع « دول الرباعية العربية « التي كان قد هددها في خطاب « اللاءات الكبرى « وحذرها من التدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي ، ويعلم انه لا يستطيع لقاء أي مسؤول فيها بوزن ثقيل وبعضها مثل السعودية خفضت الدعم الشهري للسلطة من 25 مليون دولار الى سبعة ملايين دولار شهريا ، والبعض الآخر بات مقتنعا أن عباس يدير قضية السلطة بعقلية « شمولية وفردية « أخذت تتسبب بشكل ملحوظ بمزيد من التشرذم للحالة الفلسطينية وتحديدا بعد أن أصبحت السلطة وأجهزتها الأمنية في مواجهة مفتوحة مع مخيمات بلاطة والامعري وجنين وهو امر قابل للتطور ليطال مناطق ومخيمات اخرى في الضفة الغربية .
طلب الرئيس عباس من قطر ترتيب لقاء مع مشعل وهنية أظهره في حالة من الضعف أمام حماس التي باتت تدرك أن رئيس السلطة أصبح معزولا ولا يملك وسيلة لمواجهة خصمه محمد دحلان إلا باللجوء لها ، وهو ما سيجعلها تستثمر هذه الحالة « لابتزازه « قدر الإمكان ، ولكنها في المقابل تدرك أن العلاقة مع مصر وفتح المعبر وتلطيف الأجواء بينها وبين القاهرة أهم بكثير من المصالحة مع عباس التي لن تقدم لها اية مكاسب سياسية او مادية .
في المحصلة فان الرئيس عباس بات بين خيارين أحلاهما «مر» :
الخيار الأول : هو المصالحة مع حماس على أرضية برنامج تصحيحي لإعادة هيكلة منظمة التحرير وإجراء انتخابات متزامنة رئاسية وتشريعية يعلم سلفا إنها لن تكون لصالحه ولصالح فتح الرسمية .
الخيار الثاني : هو المصالحة مع دحلان وعودته لمركزية فتح وحضوره والمفصولين للمؤتمر السابع للحركة وهو أمر لن يكون لصالحه ، فعندها سيفقد سيطرته على فتح ولاحقا على السلطة وكامل سلطاته الأخرى .
.... لقاء الدوحة لم يعط الرئيس عباس أية مزايا أو مكاسب تذكر ، بل على العكس فقد زاد من غضب وحنق دول الرباعية العربية عليه ، وهو أمر ليس بالهين بتاتا وستظهر نتائج هذا الغضب قريبا كما كشف عن مواقع ضعفه على الصعيدين الفتحاوي والفلسطيني !!!
الراي