يختطف الموت الزملاء الصحفيين تباعا ، وجلهم في ريعان العمر وقبيل خريفه ، نودعهم مستذكرين مآسيهم ومعاناتهم النفسية والصحية قبل المادية.
يذهب البعض في التحليل والبحث في الاسباب ، لكن الاكثرية تتناسى ، بأن مهنة المتاعب لا تكون في البحث عن المعلومات وسهر الليالي ، الا بالقدر الذي يرافقها ضغوط الحياة وصعوبتها ، وخاصة امام مستقبل مجهول تواجهه الصحافة الاردنية والورقية بالتحديد.
شبكية القلب للزميل المرحوم هاني الحسامي ، أو جلطة مفاجئة سيان أمام قضاء الله وقدره ، ولكن ما هو معلوم ان الاغلبية من اصحاب مهنة المتاعب تتسابق عليهم العلل الصحية بضراوة ، كما يتسابقون الى مواردهم المالية بحثا عن حياة تكفيهم حد الفاقة الا من رحم ربي.
الدخان وكثرة شرب القهوة ، والسهر والقلق والنرفزة ، والادمان الاجباري على وسائل التواصل ، والتلفونات طيلة الليل والنهار، عادات سيئة تقصر العمر ، لكنها مؤشر لواقع مشحون بقلق الاخبار وهموم الحياة من سياسية الى اقتصادية الى فلسفية ، وحوارات تبحث في الواقع قبل الاحلام ، لكنها لا تظفر بشيء يريده اصحاب السلطة الرابعة ، الذين تناساهم الجميع ،امام غزوة المال والاستثمار ، وفي زمن أشد ما تكون الدولة فيه بحاجة الى اعلام فاعل يخوض معارك الحق والدقة والحقيقة.
رحم الله الزملاء الذين قضوا لاجل الاعلام ولقمة العيش،وشفى الله الاغلبية الذين يعانون امراضا مزمنة أقلها السكري والضغط والقلب والديسك.
الراي