داعش .. النسخة الأوروبية!
حلمي الأسمر
30-10-2016 01:38 AM
المنافقون من الأوربيين الذين يستفظعون ممارسات داعش وتوحشها، وينأون بأنفسهم عنها، باعتبارها تنظيما خارجا عن التقاليد الحضارية والمدنية، ينسون أن ما حدث في قارتهم قبل عشرين عاما، كان أحد أسباب نشوء داعش، وأنهم هم من زرعوا بذور التطرف والجنون في عقول الشباب المسلم!
في الذكرى 20 لحرب الابادة التي شنها الصرب المسيحيون الأوروبيون على مسلمي البوسنة، نستحضر بعض الأرقام: استشهد 300 ألف مسلم .. واغتصبوا 60 ألف امرأة وطفلة.. وهجّر مليون ونصف بني آدم….
هذه مجرد عناوين، للذكرى المؤلمة، فكيف بالتفاصيل؟
مذيع سي إن إن يتحدث عن ذكرى المجازر البوسنية، ويسأل (كريستيانا أمانبور) المراسلة الشهيرة: هل التاريخ يعيد نفسه ؟ كريستيانا أمانبور من سي إن إن تعلق على ذكرى البوسنة :
كانت حرباً قروسطية، قتلٌ وحصارٌ وتجويعٌ للمسلمين، وأوروبا رفضت التدخل، وقالت: حرب أهلية، وكان ذلك خرافة..! – استمر الهولوكوست نحو 4 سنوات، هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد، بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادي.. وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية، تدخلت الامم المتحدة فوضعت بوابين على مداخل المدن الاسلامية مثل غوراجدة، وسربرنيتسا، وزيبا، لكنها كانتتحت الحصار والنار.. فلم تغن الحماية شيئاً، وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، وعذبوهم، وجوعوهم، حتى أصبحوا هياكل عظمية..! ولما سئل قائد صربي : لماذا ؟ قال: إنهم لا يأكلون الخنزير!
نشرت الغارديان أيام المجازر البوسنية، خريطة على صفحة كاملة، تظهر مواقع معسكرات اغتصاب النساء المسلمات، 17 معسكراً ضخماً بعضها داخل صربيا نفسها، اغتصب الصرب الاطفال، كان ثمة طفلة عمرها 4 سنوات، والدم يجري من بين ساقيها، ونشرت الغارديان تقريراً عنها بعنوان : الطفلة التي ذنبها أنها مسلمة، الجزار ملاديتش دعا قائد المسلمين في زيبا إلى اجتماع .. وأهدى إليه سيجارة، وضحك معه قليلا، ثم انقض عليه وذبحه.. وفعلوا الافاعيل بزيبا وأهلها ..
الجريمة الاشهر كانت حصار سربرنتسا، كان الجنود الدوليون (المسيحيون!) يسهرون مع الصرب، ويرقصون، وكان بعضهم يساوم المسلمة على شرفها، مقابل لقمة طعام ..
– حاصر الصرب سربرنتسا سنتين .. لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءاً كبيراً من المساعدات التي تصل الى البلدة.. ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنتسا فتآمرت مع الصرب، ضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الامان..! رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب.. وبعد أن أطمأن الصرب، انقضوا على سربرنتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12000 من الذكور ( صبياناً ورجاء)
ذبحوهم جميعاً ومثلوابهم .. ومن أشكال التمثيل: كان الصربي يقف على الرجل المسلم فيحفر على وجهه وهو حي صورة الصليب الارثوذكسي (من تقرير لمجلة نيوزويك أو تايم)..
– كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يجهز عليه من شدة ما يلقى من الالم..!
أما النساء فاعتُدِيَ على شرفهن وقتل بعضهن حرقاً.. وشردت أخريات في الافاق..
– استمر الذبح أياماً في سربرنتسا.. كان سقوطها في آخر تموز / يوليو 1995
– كانت الام تمسك بيد الصربي.. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها!
هل يكفي؟ بل، حتى داعش تستحي أن تفعل ما فعل أولئك القتلة، ثم تسألون من أين جاءت داعش بكل تلك الوحشية؟؟
الدستور