رسالة من مغترب إلى دولة الرئيس
د. مهند صالح الطراونة
29-10-2016 06:08 PM
رسائل من القلب ليس القصد منها المناكفة أو حب الظهور أو المغازلة لمنصب K ولقد غادرت وطني في رحلة علم وعمل وانا متيقن أن الرزق من الله وان رحلة العلم والعمل لا تنحصر في محيط الوطن لكن هذا لايثنيني عن الشعور في هم الوطن و لا عن مسؤولتي كمواطن تجاهه معي و لا يفاؤقني الدعاء بأن يحفظ الله الأردن ارضا وشعبا ومليكا على الرغم من الشعور في الغبن والظلم شأني في ذلك شأن الكثيرين لكن يبقى الوطن وهمه هو العنوان الأول والابرز في الوجدان والعقل .
دولة الرئيس
بعد التحية العطرة لكم
لقد عهدنا رجل الإدارة المعروف والوطني المخلص لأمته ووطنه ومليكه ، ولا نزاود على إنماؤكم ولا رغبتكم بالتغيير والإصلاح ، وأنني أضع بين يديكم اليوم مايدور في الشالرع من حديث وهموم كان سيدي صاحب الجلاله لهه حق السبق في الإشارة لها له ورقته النقاشية السادسة الأخيرة لانه الأقرب دوما الى نبض الشعب وحسه ، وددت يادولة الرئيس توجيه هذه الرسائل إلى أصحاب الشأن من خلالكم وكلي ثقه وإطمئنان تام في توجيه مثل هذه الرسائل حيث منحني الدستور وسيدي صاحب الجلاله حرية عنانها السماء ، ولعلنا نحمد الله أن دماؤنا أردنية وأننا من العزم والهمة فاليوم كما ترى يادولة الرئيس و في ظل التصارع القائم في الاقليم والتجييش والقتل والتهديد، أضحى الأردن قلعة حصينة ضد كل معتد جبان، ومخرز وجزء أصيل من الأمة العربية والإسلامية متوحدا في مشاعره وفي وجدانه وجهوده وثقافته وآماله لا ينفصل عنها ، و أنموذجا للأخوة والأصالة والنخوة والشهامة العربية فمنذ تأسيس الدولة الاردنية رسخ بني هاشم نهجا عاما وصورتا نمطيتا لهذا الحمى فبات الأردن سباقا لما فيه ما خير حيال أي من القضايا العربية والإسلامية ، وكان أكبر همه الحفاظ على الأمة وعلى كرامتها وكرامة المواطن العربي و العيش في أمان واستقرار للجميع ، إلا أن تغطرس الحكومات والأنظمة في الإقليم أبت إلا أن تغرق نفسها وتغرق أهلها فسقطت أنظمة وإنهارت دول ، ودخل داء الإرهاب والعنف والتطرف مكامن هذه الأنظمة حيث باتت في مأزق وفي تيه لا يحمد عقباه .
دولة الرئيس
على الرغم من كل هذا وذاك أثبت الأردن عبر تاريخه وحاضره أنه بلدا شامخا ومخرزا في عين كل معتد جبان ، وأن ان التحديات والصعاب أي كانت لا تزيده الا قوة ومنعة وثبات وإلتفاف حول القائد والجيش وقد شهد العالم اجمع ان قوة الاردن وبأس رجاله في مواجهة التحديات ،وأثبت الأردنيون مثالا حسنا يحتذى به في إلتفافهم حول قيادتهم الهاشمية رافعين رايتهم على صدورهم عالية خفاقه ، مؤمنين بثوابتهم التي لا تقبل التغيير أو التأويل سار على هديها أجدادنا كما نحن نسير الآن وكما سوف تسير عليها الأجيال الأردنية القادمة شتى الأصول والمنابت ، والتي أهمها الالتفاف حول النظام الملكي الهاشمي مؤسس هذا الحمى وراعي مسيرته ورمز جامع لانتماء هذه الأمة وشرفها وكبريائها وعروبتها وتاريخها العريق كيف لا ونحن نلتف حول اعرق سلالة ملكية على وجه الخليقة بانتسابها لأعظم الرجال رسول الله صلى الله عليه وسلم .وباعتبارها الامتداد الشرعي للقيادة العربية عندما قادت الثورة العربية الكبرى ثورة الحرية والاستقلال والشرف العربي وكان هذا الحمى احد ثمارها ومجال تطبيقها .
دولة الرئيس
كنت قد وجهت قبل أيام عبر هذا الفضاء الرحب وعبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعية رسالة عاجلة الى السادة أصحاب السعادة النواب تتضمن إنتظار الأردنيين االذي طال أمده في إيجاد الحلول لقضاياهم وخاصة قضايا الفقر والبطالة والواقع الاقتصادي لدخل الأسرة التي أثر عليه سلبا واقع ازدياد قضية اللاجئين بكافة احمالها وتكلفتها على المواطن في واقع حياتة، وتطورات المسألة السورية وتقلباتها المفاجئة المحتملة بأثارها المدمرة على الاردن ، ونعلم ان الظروف بتحدياتها وتراكماتها تعاند بمجموعها ولا تطاوع ثمة رسائل وإشارات وددت إيصالها لأصحاب الشأن لعلها :
اولا : لقد تابعت زيارتكم يادولة الرئيس زياراتكم الميدانية والتي كان آخرها اليوم لمحافظة جرش وهذه الزيارات ترسخ قناعه لدى الجميع أن لا سبيل وليس من الممكن ان تبقى الحكومات تفرض سياسات بعينها على المواطنين بعيداً عن الحوار المفتوح بشفافية ووضوح ومصداقية، ومن جانب آخر إن الشعب بكافة مكونات واتجاهاتة الفكرية والسياسية وذوي الكفاءات والخبرات الوطنية، يؤكدون جميعهم بأنة لا يمكن لحكومة ان تنجح في ادارة ملفات كبرى بأحادية الرؤيا والنهج وان تبقى ادارة الامور مع المجتمع من خلال تصريحات احادية الجانب واحياناً من المؤسف ان تأخذ طابع الإستعلاء او الاتهام والتشكيك بالرأي الأخر ، فالوطن يادولة الرئيس لايحتمل الإستقطاب أو الإنقسام أو الإرباك ولاسبيل في حل هذه المخاوف إلا من خلال الإنفتاح على الشارع بشكل مباشر وملامسة قضاياهم ، وماذا يمنع من فتح الحوار الوطني الجاد وليتحمل الشعب والمواطن مسؤولياتة في عديد السياسات التي تمس حياتة ومعيشتة ومستقبل الاجيال
ثانيا : يادولة الرئيس ما نريده بإختصار حكومة جديدة بوجوه جديدة شابه تنبض بالحياة والحيوية والخبرة والشفافية والشرف ، حكومة تذهب لجيوب الفقر لتملأها غنى، لا حكومة تذهب لجيوب الناس لتفرغ ما فيها، حكومة تفهم ان تنمية الاقتصاد المحلي لا يكون بفرض ضرائب جديدة بقدر ما يعني خلق فرص عمل ومصدر دخل ثابت للموازنة فمهما عظمت الثروات الشخصية لن تستطيع ان تشبع نهم الموازنة وما يشبعها .
كم نحن تواقون إلى سلطتين تنفيذية وتشريعية متناغمتين تتنافسان على حب الوطن وخدمته لا متناكفتنان ، كم نحن تواقون لسلطة تنفيذية حقيقية تمتهن التدخل الفعال في الاقتصاد ومتسعى قدما إلى ايجاد فرص العمل للشباب ، وتضع في عين إعتبارها منظومة برامج اجتماعية واقتصادية و مبادرات فعالة ، كم نحن تواقون لمؤتمر وطني أو حوار حقيقي نستطيع من خلاله الحديث عن همومنا بصوت عالي ، من هو رئيس الوزراء الذي يخاطب الناس بصدق وبحزم يقول الحقيقة كل الحقيقة بصراحة وجرأة ، يواجه المتاعب الارنية بأمانة مقنع لكل أردني فالعوائق كثيرة والانتصار عليها ليس ضرب خيال بل همة وكلمات صادقة تقال من رجالات دولة لا تعرف الزيف ولا المصلحة الشخصية، لماذا لا يقتنع أصحاب الكراسي أن الأردنيين روحهم قوية وقادرين على الصمود ، حباهم الله قيادة هاشمية تستطيع ايصال رسالتهم للعالم اجمع، لكنهم بحاجة لحلقات وصل اكثر من الموجود لنستطيع ترجمة افكار الناس لمنظومة إصلاحات وطنية شاملة تخرج من رحم الشعب تكمل ما تم من إصلاحات و تؤسس مرة أخرى لبناء وطني عظيم يصهر الجميع من أجل رفعة هذا الوطن وتقدمه
ثانيا : يادولة الرئيس إن من أشد المواجع التي تواجه الافراد التقليل من شأن البعض وهم أصحاب كفاءة وخبرة والتكثير من شأن البعض الذين لايملكون ادنى معرفة هؤلاء سوى أنهم من أبناء ذوات ومحسوبين على فلان أو علان ، ولعل من أهم الأسباب التي تثير غضب الشرع أيضا التدوير في المواقع القيادية في الدولة والتوريث فيها وهل الاردنيات يادولة الرئيس لم يلدن غير هؤلاء وهل نحن في قحط في وجود كفاءات وخبرات .
ثالثا : يا دولة الرئيس هناك فئه مهمشة من أبناء الوطن وهم الأردنيون المقيمون في الخارج، فحري بالحكومة ومجلس النواب الإلتفات إلى أبناء الأردن المقيمون في الخارج ولست بصدد الحديث هنا عن دورهم في رفد الاقتصاد الوطني لأن الجميع يعلم أهمية دورهم ، وهم شريحة وطنية هامه وأصحاب كفاءات وخير سفراء للوطن، وهنا أطرح التساؤل الآتي على الحكومة أليس من الأولى أن يتمتع الأردنيون المقيمون في الخارج بحقوق المواطنه كاملة ، ألم يحن الوقت بعد للإلتفات إلى مصالحهم وحماية وكفالة حقوقهم وحرياتهم ، أليسو مواطنين أردنيين يتساون مع المواطنين المقيمين داخل الوطن في أداء واجباتهم نحو الدولة والمجتمع ، لماذا لا تتاح لهم الفرصة في المساهمة في تنمية الوطن ، وأن ينظم الدستور والقانون حق مشاركتهم في الانتخابات بما يتفق مع الأوضاع الخاصة بهم طبعا ، أسوة بدول كثيره في العالم أعلم أن الموضوع طرح كثيرا لكن نكرر أهميته .
أخيرا يادولة الرئيس الدولة الأردنية عريقة وراسخة بتجربتها التاريخية وتخطي المراحل الحرجة والصعبة في عمر الوطن وقد ضمخها الأردنيون دماً وعرقاً وكفاحاً بتلاحم ابنائة وتراص صفوفهم بأن لا يتخللها إلا الهواء النقي ليستمر عطائهم في الإنجاز وجهادهم الموصول في دفع العاديات ليبقى الوطن والكيان محفوفاً بالكرامة والبقاء .
والله من وراء القصد
جده 2910 2016م
Tarawneh.mohannad@yahoo.com