اسرائيل والقذافي
خالد مصطفى قناه / فانكوفر ـ كنـــدا
04-04-2007 03:00 AM
ما أن انتهى العرب من مؤتمر قمة الرياض الذي قاطعه العقيد معمر القذافي في مواقفه المتباينه والمثيرة للجدل والحيرة معا، وأعلن سبب مقاطعته للقمه قائلا بأن قراراتها معدة سلفا في أمريكا، وهو الذي قدم تنازلات لأمريكا وعرض عليها نصف عوائد النفط الليبي على أن لا تسعى لاسقاط حكمه كما فعلت في العراق ورفضت أمريكا عرضه، ثم وافق منفردا على تدمير كافة المفاعلات الذريه وأجهزتها ومعداتها بدون أن يحصل على أية تعويضات ( بس يعطوه سلته بلا عنب) والآن يزايد على العرب بالوطنيه وتخوين من لا يتفق معهم ليتهرب من مسئوليته القوميه في الالتزام باعمار دولة فلسطين الفتيه وتأهيلها لتصبح قادرة على العيش، فأفضل الطرق للتنصل من مسئوليته هي مقاطعة المؤتمر والمزايده على الآخرين بالوطنيه والانتماء العروبي والاسلامي، وهو الذي طرد العمال الفلسطينيين من ليبيا وصادر أموالهم.أما بالنسبة لاسرائيل فانها رفضت المبادرة العربيه وأبقت الأبواب مفتوحة للمزيد من المفاوضات كما جاء على لسان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز ، الذي أعلن أنه لا يمكن لاسرائيل قبول المبادرة العربيه كما جاءت بنصها وفصها الحرفي وأن قضية حق العوده للاجئين الفلسطينيين أو التعويض عليهم يحتاج للمزيد من المناقشات والمفاوضات مع التطبيع الكامل للعلاقات قبل موافقة اسرائيل على مشروع السلام العربي وليبرهن العرب والفلسطينيون بأنهم يحبوننا ولا يكرهوننا ويمكنهم التعايش معنا بسلام مع نسيان الماضي ومآسيه.
اسرائيل ما زالت تطارد العناصر النازيه التي ما زالت على قيد الحياه لتقديمهم للمحاكمه للجرائم التي ارتكبوها بحق اليهود ( وأقول ضد الانسانيه ) واسرائيل نصبت نفسها محامية ومدافعة عن حقوق اليهود في العالم وحمايتهم وتخريب بيوتهم أيضا بزجهم في أتون الحروب بالوكاله عن المصالح الأمريكيه والامبرياليه الغربيه في الشرق الأوسط، فكيف بها تطالب العرب والفلسطينيون خاصة أن ينسوا عمليات الابادة الجماعيه للعديد من الأسر عن بكرة أبيها وتشريد السكان ومصادرة ممتلكاتهم وأراضيهم والتنكيل بهم؟ ، وشوهت صورة العرب والمسلمين بالعالم بخلق صورا نمطيه تشويهيه للعرب والاسلام في الاعلام الغربي والأفلام السينمائيه والكتب المدرسيه وعسرت حياة العرب وعملت على افقارهم واذلالهم وتهميشهم أينما رحلوا وتواجدوا ، كي لا تقوم لهم قائمه ليتبوأوا مركزهم اللائق بهم بين الأمم والشعوب، حتى أصبح من السهل على اللمم من البشر اهانة العربي والمسلم ارضاءا للحالة المعاشة في المجتمعات الغربيه، لقد استعدوا علينا كل شعوب المعموره وتحالفوا مع كل الأعداء التقليديين للعرب والاسلام وانتهزوا أي مناسبه عالميه أو محليه للايقاع بالعرب والمسلمين واذلالهم وتكريه الأمم والشعوب بنا من أجل مصالحهم وابقائنا نعيش في ذل وهوان بين شعوب الأمم .
اسرائيل وقيادتها النازيه نسيت أنها عنصريه في ممارساتها ونسيت أنها أدينت في قرارات هيئة الأمم المتحده بمساواة الصهيونيه التي تتحكم بدفة القياده الاسرائيليه بأنها شكل من أشكال العنصريه النازيه واسرائيل التي لم تنسى لليوم جرائم النازيين بحق اليهود التي نصبت نفسها محامية ومدافعة عن حقوقهم ، فكيف بها تريد من العرب أن ينسوا جرائمها على مدى الستين عاما ؟
الكره الآن بالملعب الاسرائيلي ، ونرجو أن لا يضيعوا هذه الفرصه الذهبيه المعروضة عليهم وأن لا يمتحنوا الصبر والحلم العربي ، لأن السيل وصل الى الزبى، فان غرق العرب فانهم سيغرقون معنا ، والعرب اعتادوا على المشي بالوحل ، أما الاسرائيليون ، فان الوحل قاتل لهم بلا محاله ، والسلام على من اتبع الهدى.
khalidqanah@shaw.ca