.. القائد في اليابان الصديق!
طارق مصاروة
29-10-2016 12:17 AM
لا نكرر انفسنا حين نكتب عن تجليات جلالة القائد في بناء شبكة علاقات بين الاردن وقوى العالم الاقتصادية والسياسية، مردودها هذه المليارات التي تدخل الاقتصاد الاردني بكافة الاشكال من المنح والقروض الميسرة في دفعها او فوائدها.
وحتى لا نصغّر اكتافنا، فان هذه القروض والمنح ليست شحادة او استعطاء او تدعو للخروج عن السيادة الوطنية، وانما هي استثمار طبيعي لدور الاردن كمحور استقرار في المنطقة، وواحة امن وديمقراطية، وواجهة متحضرة لأسلوب الحياة المتحضرة في مستنقع الدم والعذاب والدمار الذي يحيق بالمنطقة من حولنا.
جلالة القائد في اليابان يزور بلداً لا أطماع استعمارية عنده، ولا نفوذ بالسلاح او التهديد به، وهذا الكرم المعنوي الذي يحيط بجلالته، والدعم المالي غير المسبوق الذي تقدمه اليابان لبلدنا، له دفء خاص بحيث صحب جلالته أميرة هاشمية شابة، تدخل مع جلالته الى بيت الامبراطور، ونتعرف الى عائلته واحفاده. وهذه خاصية لا يتمتع بها زوّار رسميون.. في وقت لا يجرؤ حكّام على الخروج من المربع الامني, او المنطقة الخضراء مجرد الخروج حتى الى الكونغو في ادغال افريقيا, بل طوكيو أو واشنطن أو بيجين أو لندن وباريس.
ونقول: إن الاردن يبدو أكبر كثيراً من حجمه على خارطة الشرق الاوسط, لا لأنه قوة عسكرية أو مخابراتية–وهي قوى متوفرة–وانما لانه ظاهرة مختلفة, يبني المستشفى في وسط الصحراء, والمدرسة لعشرة طلاب, والجامعات التي تخرّج الآلاف من الاطباء والمهندسين ودارسي التاريخ السياسي والحقوق والكيمياء. ولانه يفيض بزراعة مستشفيات في كل بلد عربي يحتاجها.. يقدم فيه لاخوانه كل علوم الطب الحديث, والدواء, والرعاية بالمجان. أو يقدم للدول المناهضة الاختصاص العالي والتكنولوجيا الحديثة, أو لدول العالم قوى عسكرية تحت علم الامم المتحدة لفرض التصالح والسلام في مدنها وقراها المضطربة. وهنا يهمنا أن نفاخر بأن جنود السلام الاردنيين تتوزع في اكثر من خمس عشر دولة في افريقيا, واوروبا, واميركا الوسطى.
للذين لا يريدون رؤية هذا المجد في بلدنا, أن يبقوا يعيشوا في الاقبية السوداء, لأن النور يؤذي عيون الذين يعيشون في الظلمة, وللذين يحلمون بعالم غير هذا العالم الاردني الجميل, أن يحلموا ما شاء لهم الحلم.. لكن ابناء الاردن الذين يملأون الافق في مدارسهم وجامعاتهم ومزارعهم ومصانعهم.. يعرفون ان علاقتهم بالمستقبل لا طريق لها الا عبر الاردن المستقر, الحر, الكبير بطموحه القومي.. وبقيادته الفذة.
الرأي