ما يقع من حوادث متكررة وإزهاق لأرواح البشر أمر مرفوض لأنه وببساطة أمر يمكننا تداركه قبل وقوعه.
وما كانت زيارة سيد البلاد مؤخرا الى مركز القيادة والسيطرة في الأمن العام الا ترجمة لما قاله المغفور له جلالة الملك حسين: "الانسان أغلى ما نملك". فالخطوة التي تلي هذه الزيارة المهمة هو ان نرى همة عالية للحد من حوادث السير من قبل المسؤولين والعاملين في أمانة عمان الكبرى ودائرة السير ومراكز تدريب السواقة .. فالكل مسؤول .
وبرأيي أن مراكز تدريب قيادة السيارات تعلم السواقة دون تعليم سلوكيات وآداب القيادة. وقد آن الاوان لإعطاء هذه المراكز دورها الكامل بحيث تدخل ضمن منهاجها مادة آداب السواقة ، كيف لا وأخلاق الشعوب تعرف من أُسلوب القيادة في الشوارع؟
المسؤول الذي يجلس متربعاً على كرسيه ويستقبل الزوار ويشرب القهوة معهم طوال الوقت هذا لا نريده .. المسؤول الذي لا يعي بان منصبه مسؤولية وانه في ذاك الموقع لخدمة الوطن، هذا عار علينا ونحن منه براء. نريد من كل مسؤول في هذا الوطن من أصحاب العلاقة أن يشمر عن ذراعيه وينزل إلى الميدان، و نطالبه بمسؤولية اكبر في أمور مهمة منها هندسة الشوارع (التي هي شبه شوارع من كثرة الحفر و الترقيعات المتكررة ) امتدادا
إلى هندسة الإشارات ، و اختيار الأماكن المناسبة لوضع المطبات.
لا نريد فقط الحزن على ضحايا حوادث المرور لحظيا ثم ننسى ونعتقد أن ما يحدث من مآس لا يحدث معنا أو مع أحبائنا.
اما فزعات المخالفات لدائرة السير، فمع احترامي لجهودهم يجب أن تمتد إلى أبعد من وضع المخالفات على زجاج السيارات المصطفة على جوانب الطرق. نريد ان نرى مخالفات رادعة لمن يسيرون عكس السير والذين لا يتقيدون بالشواخص وإشارات المرور والمسارب ... والذين يقودون بجنون في شوارع المدن والمناطق السكنية ويعرض نفسه وغيره للخطر.
أخطر ما في الموضوع أن مخالفات السير مصدر رئيسي لدخل البلديات، مما يلقي بنا أمام معضلة أخلاقية: هل المخالفات للجباية أم للردع؟
ثم يأتي الصيف و تكرر معه حوادث السير وإزهاق أرواح لشباب في عمرالزهور. وكم هو قهر للاهل ومن حولهم عندما يتبرأ مسؤول من أمانته ليصرح بان الحق على "الجيل الطايش" ، ولم نجد مسؤولا يفكر بحل أو يقوم بفعل ما ليمنع هكذا حوادث، خاصة وأن معظمها يحدث في شوارع معينة وعلى راس القائمة شارع المطار والطريق الصحراوي.
انا أرى أنه اذا وقع ولا سمح الله حادث سير آخر سببه عدم تحمل المسؤول لمسؤولياته أو خلل في هندسة الشوارع أو تجاوز عن استهتار البعض بقوانين السير، بأن يُقال المسؤول ويحاسب! فبرأيي هذه ليست حوادث بل جرائم قتل قصد!