هيكلة الجامعات فرصة لبقائها!!
زيد احسان الخوالدة
27-10-2016 12:33 PM
معضلة الجامعات تعود إلى التوسع غير المدروس والعشوائي جغرافيا من حيث إنشاء الجامعات وتكرار التخصصات والاقبال على استحداث تخصصات مطلوبة في السوق برؤية مالية نمطية والتي لا تأخذ بعين الاعتبار العواقب، اليوم الجامعات الرسمية تعاني الإفلاس، والخاصة مستقبلها مجهول، وذلك في ظل انخفاض إعداد المقبولين وقلة الإيرادات مقابل ارتفاع متسارع في النفقات أمام الترقيات والامتيازات والموازي ومكافئة نهاية الخدمة؛ فأصبحت الجامعات في وضعها الحالي عبئا على الدولة ناهيكم عن خمولها في البحث العلمي وهو الهدف الأسمى الذي تنشأ من أجله الجامعات في الدول المتقدمة فترتفع تلك الدول اقتصاديا وفكريا وبالتالي سياسيا.
ان الاردن كبير بقيادته الهاشمية وشعبه المكافح ودوره الكبير لكن شح الموارد لا يتناسب مع الوضع الحالي للجامعات. هناك جامعات لا تبعد عن الأخرى أكثر من 50 كيلو متر وهناك تكرار في النفقات ونفس التخصصات وتكرار في المختبرات والأجهزة والمعدات والصيانة المتخصصة وحتى ربما أجهزة مكدسة في الخزائن لسوء استغلال الموارد.
اليوم نقدم فكرة هيكلة ودمج الجامعات إداريا وفنيا وماليا من أجل تحقيق مجد الدولة الاردنية والدفع نحو تحسين البحث العلمي وتخفيف النفقات غير المبررة وتوجيهها إلى الهدف الصحيح. فتحسين البحث العلمي والمخرجات الأكاديمية مرده بالاخير ومصبه باتجاه تحسين الوضع الاقتصادي والفكري والسياسي وكما يريد جلالة الملك الذي يمضي قدما وبسرعة وزخم إصلاحي كبير .
وأمام فشل بعض الإدارات الجامعية في الاستحداث والتطوير وإستقطاب المشاريع والمنح والبرامج الوطنية والدولية، وتحويل جامعاتهم إلى دوائر تحقيق وتهميش وتعطيل وتردي في إدارة الموارد البشرية، فإن أمر هيكلة الجامعات وإعادة ترتيب بيتها الداخلي وإصلاحها وترشيقها، وإخلائها من أخطاء طارئة ما كان لها أن تكون في مناصبها لكثير من الغبار الذي يشوبها أصبح أمرا ملحا وضرورة لمصلحة الوطن.
حمى الله الوطن وجامعات الوطن