الواقع العربي يزداد صعوبة يوما بعد يوم ،فالكثير من الدول العربية أصبح لها ملفات ازمة ،ولم تعد أجندة القمم العربية تحمل الملف الفلسطيني ومعه احيانا ملف الصومال او غيره فقط ،فاليوم لدينا ملفات وازمات في المشرق العربي ومغربه ،وهناك دول بلا ممثلين ودوّل لايستطيع قادتها مغادرة بيوتهم لحضور القمة الى اخر المشهد الصعب الذي نراه اليوم .
لم نعد نتحدث عن وجود حالة عربية تحمل مشروعا عربيا في مواجهة السياسات الصهيونية او مشاريع العجم في إقليمنا ،فحتى القمة لم تعد تستطيع ان تجد مكانا بسهولة ،فخلال السنوات الماضية هناك من اعتذر عن استضافة القمة العربية لانه لإيجاد لها فرصة للنجاح ولا يتوقع لها حضورا يجعلها قمة عربية وليس اجتماعا لعدد من المسؤلين العرب من وزراء او روساء حكومات وبعض القادة ،وهناك اعتذارات لان الدولة التي لها حق الاستضافة ليست دولة مثلما هو حال اليمن الذي اعتذر عن استضافة القمة القادمة وهم معذورون فاليمن اليوم ساحة حرب فاي مسول عربي ولو كان مدير ادارة في وزارة سياتي ليمثل بلده في قمة تحت القصف والموت والصواريخ ،فرئيس اليمن ذاته مقيم على ارض عربية اخرى .
اليوم القمة العربية يتيمة لاتجد حضورا مميزا ولا أرضا تظهر عليها ،وبالتالي فمن الخيال ان نتحدث عن حالة عربية تستند اليها اي دولة عربية في مواجهة اي مشروع معاد للعرب ،او ممارسة ضغط ولو سياسي على كيان الاحتلال وليس لشن حرب عليه .
الاْردن مثلما هو دائما حريص على استمرار الحالة العربية ولو في حدها الأدنى ولهذا لم يتردد في اعلان استعداده لاستقبال القمة العربية القادمة ،لان اي تأجيل لفشل في انعقادها او تحويل عقد القمة الى كرة تتقاذفها الدول من اعتذار لآخر قد يغلق الباب امام فكرة استمرارها حتى لو كانت التوقعات من هذه القمم متواضعة ،والتباين بين الدول الموثرة كبير تجاه الملفات الكبرى وتحديدا الازمة السورية وربما الملف اليمني والعلاقة مع ايران ،وكلها ملفات لايصلح معها اللجوء للعبارات الفضفاضة مثلما هو حال الملف الفلسطيني الذي يمكن اخفاء اي خلافات حوله بعبارات عامة .
لايمكن لأي عربي مهما كان في داخله من تشاؤم الا ان يحافظ على الحد الأدنى المتوفر من الحالة العربية رغم مافيها من عجز وتباينات لان البديل مزيد من السوء والتردي ،فلعل اياما افضل تأتي وتحمل للامة واقعا افضل ،اما القمة التي أصبحت اليوم يتيمة بواقعها فان الحفاظ على استمرارها قد يكون خطوة ايجابية حتى او كان سقف التوقعات منها لايرى بالعين المجردة .
الدستور