في عالم السياسة ، يمكن العمل وفق دبلوماسية الدهاليز والمصالح المتبادلة وشراء الذمم ، واصدار القرارات الظالمة ، من مجلس الامن وغيره ، لكن عندما يأتي الدور للتاريخ الحقيقي ، وليس المزيف حسب الاهواء والغايات ، ليقول كلمته ، فإن الحجة الدامغة تاتي رغم كل العوائق والغبار الذي توضع لحجبها .
ما جرى في لجنة التراث العالمي للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) حول اليقين الأبدي بأن المسجد الأقصى المبارك أينما ورد فهو مرادف للحرم القدسي الشريف ، بمساحته المعروفة ، هو ارث اسلامي عربي خالص للمسلمين ولا مكان لليهود فيه ، لا حائط مبكى ولا قدسية لهيكل مزعوم ، زرعته اسرائيل في حواف الكتب هنا وهناك ، وفي عقول اتباعها لتسوق وجودها وتزور تاريخها في فلسطين .
هناك من حاول حصر الارث الاسلامي بالبقعة التي بني عليها المسجد الاقصى وقبة الصخرة ، ليقول للعالم ان هناك حائط مبكى لليهود ضمن الحرم القدسي ، وقد يكون هناك هيكل - وهو ما تجهد اسرائيل لاثباته عبر السنين دون طائل - ولكن الحقيقة الراسخة في الوجدان العربي التي اكدها علماء التاريخ والجغرافيا العرب وغيرهم «اينما ورد المسجد الاقصى فهو ضمنيا الحرم القدسي الشريف بمساحته واسواره المعروفة 144 كيلومتر مربع».
هذه الحقائق التي اكدتها اليونسكو ، واعتمدت بتصويت دولي ، جاءت بعد جهود لاشخاص مختصين ارادوا مقارعة الكذب الاسرائيلي بالحقائق الدامغة ، نبشو الكتب والاوراق ، عملوا بهدوء ، ليدفعوا نتاجهم الى الدبلوماسية الاردنية وبتنسيق مشترك اردني فلسطيني وبدعم عربي ،صدر القرار الذي يعد تاكيد للقيم التاريخية الاصيلة وليس للافتراءات والتزييف الاسرائيلي .
معركة القرار كانت ثقيلة على اسرائيل ، ونتائجه وخيمة ، لانه يغير المفاهيم التي حاولت اسرائيل نشرها عالميا حول القدس والحرم القدسي ، ويبقى الامل ان ندفع للمنظمات الدولية والعالم اجمع بقية حقائق التاريخ حول فلسطين ارض كنعان وارث العرب دون وجود دولة لبني اسرائيل ، وما وجودهم الا قبائل عابرة ، اعتنقت اليهودية كديانة ، وما الصهوينة الا حركة عنصرية ، وكذلك اسرائيل .
الراي