لا يختلف اثنان من المهتمين بالشأن الرياضي بشكل عام و كرة القدم العالمية بشكل خاص ان هذه الرياضة لم تعد مجرد لعبة للتسلية و الترويح عن النفس والترفيه فهي بالإضافة لما سبق اضحت صناعة كبيرة تدر دخلا بمئات الملايين ان لم نقل مليارات الدولارات فالمتتبع لنشاطات الاندية في اوروبا الغربية بشكل خاص يعلم ان التسويق الجيد لهذه اللعبة صنع منها منجما للذهب و هو الامر الذي دفع بكبار رجال الاعمال في العالم للتهافت على شراء الاندية العالمية في الدوريات الاوروبية لتحقيق الارباح و المردودات المالية كغيرها من القطاعات التي يعمل بها رجال الاعمال هؤلاء.
و لان كرة القدم في كثير من دول العالم العالم الثالث و من بينها الاردن لا زالت تحبو في عالم الاحتراف نتيجة ضعف الدعم الحكومي الموجه لهذا القطاع من ناحية ولأننا لم نصل فكريا واداريا الى المرحلة التي تجعل ادارات انديتنا تفكر وتعمل بشكل احترافي ربما لقلة الخبرة احيانا ولأسباب تتعلق بحجم الاقتصاد الاردني او عدم اكتراث القطاع الخاص بمدى اهمية هذه اللعبة الشعبية الاولى في العالم والأردن في مجال التسويق الامر الذي جعلنا نراوح مكاننا في عالم الاحتراف.
إلا اننا نستطيع ان نشعل شمعة من دون ان نكتفي بلعن الظلام و هو بالضبط ما فعله سمو الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم عندما قدم الاردن لتتصدى لتنظيم مونديال السيدات تحت 17 سنة و عن هذا الامر تقول احدى القياديات المعنية بالكرة النسوية في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لم تكن الثقة عالية لدينا بقدرة الاردن على تنظيم هذه البطولة الا انهم ابهرونا بعملهم الدؤوب و نجاحهم الرائع في التنظيم.
و لكم ان تتخيلوا حجم المكتسبات التي حققتها كرة القدم الاردنية من وراء هذا التنظيم فسمو الامير يعلم تماما ان كرة القدم النسوية الاردنية لن تستطيع رفع كاس العالم في هذه البطولة لكنها خطوة مهمة نحو تطويرها هذا من ناحية و من ناحية اخرى فان تنظيم هذه البطولة و بمشاركة هذا الكم الكبير من المنتخبات من مختلف اصقاع الارض بمرافقيهم من الاجهزة الادارية و الفنية و الطبية ساهم بشكل او بآخر بالترويج للملكة سياحيا و هو هدف سام نعمل من اجله جميعا في هذا الوطن ,عداك عن المكاسب الاخرى التي يصعب حصرها في مقالة .
إلا انه لا يمكن لنا ان نتجاهل اثر هذه البطولة على البنية التحتية لكرة القدم الاردنية اذ غادرتنا هذه البطولة و تركت لنا اربعة استادات لكرة القدم و اربعين ملعبا تدريبيا و هذه الاستادات و عشرون ملعبا تدريبا منها تتوفر بها كل شروط و معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا" فعلى سبيل المثال تتوفر في هذه الاستادات قاعات استقبال كبار الزوار و المراكز الاعلامية لعقد المؤتمرات الصحفية المجهزة بكامل المستلزمات الضرورية اضافة غرف اللاعبين و الاداريين و الحكام و كاميرات المراقبة و الاضاءة الخارجية و انتهاء بمقاعد الجماهير واحتياطيي الفرق.
لكل هذا قلنا شكرا لسمو الامير علي بن الحسين لأننا بدون مرافق و بنية تحتية سليمة لا يمكن ان نتقدم و لا يمكن خلق اجيال تمارس الرياضة و تحقق النتائج التي تسهم في رفع راية الوطن خفاقة في المحافل الدولية , فبوركت جهودكم يا صاحب السمو و التحية موصولة لكل من ساهم في هذه التظاهرة الرياضية العالمية الكبيرة و الى مزيد من التقدم لشبابنا الرياضي الذي يسهم في وضع اسم الوطن على خارطة الاعلام العالمي وانجاز بطل التايكواندو الاردني احمد ابو غوش في الاولمبياد الاخيرة بحصوله على ذهبية وزنه لا زالت حاضرة في اذهان كل الاردنيين.