facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




القمة العربية روتين ام تجديد ؟!


د. عدنان سعد الزعبي
25-10-2016 12:39 PM

كشعب اردني لن يجد الزعماء العرب في مضاربنا الا الترحيب والاحترام والتقدير , ولن يلقوا في ديواننا غير التكريم وحسن الضيافة ودقة التنظيم ,

فهم جميعا يدركون ويعرفون جاهزية الاردن الدائمة واستعداده للتعامل مع اي جديد بروح اللحمة والقدرة والاتزان والالتزام .

ولكن عندما نقول عمان فان عقد القمة يجب ان لا يكون كسابقاتها من القمم, لا في الموضوعات المطروحة ولا في النتائج. فالقمة لا بد وان تحمل معانيها , قمة في الحضور وقمة في الموضوعات وقمة في التداول وقمة في النتائج , خاصة وان الناس لا تملك الصبر ولا التحمل ان ترى قمة روتينية مقيته كسابقاتها خاصة وان الوضع العربي والواقع المر الذي نشهده لا يحتمل الاجتماع التقليدي ولا الخطابات غير المجدية ولا الاستعراضات المألوفة .

من الطبيعي جدا ان يرحب الاردن باستضافة الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية , , ومن الطبيعي جدا ان تجد الاردن وعلى الدوام جاهزا مستعدا قادرا مؤهلا لان يستقبل ويستقبل , فصدره مفتوع كذراعيه ليس من تاريخنا هذا بل من بدايات القرن الماضي . وعلى الامة ان تدرك ذلك جيدا وان تعرف وتعي ان ما يفعله الاردن وما يقدمه شعبه من صنوف التضحية والصبر والتحمل انما هو دفاعا عن الامة وصونا لشرفها وكبريائها الذي تدنسه مخططات الامم بلعبتها المخزية وتناقضها مع ما تدعية من حرية وديمقراطية وحقوق انسان , فتقتل الاطفال والنساء والعزل باسم الشرعية وتشرد الملايين باسم المصالح المشتركة غير آبهة بحمامات الدم وتدمير المقدرات وازالة الحضارات واغلاق حدودهم هذا وهم يتشدقون بالانسانية والعالمية وحقوق البشر .

لا نقبل كشعب من القمة ان تعمق خلافاتنا ولا نريدها ان تعزز فقدان المصداقية ولا ان تغرس فينا فقدان الامل بالامة , فنحن احوج ما نكون لبصيص ضوء ولا امل لنا الا بالرجوع لبعضنا باعتباره مصد ر قوتنا وعزتنا خاصة وان الالتفاف وراء عباءات الغرب تجارة خاسرة اثبتت التجارب انه لا امان لهم ولا اطمئنان ... نعم من الطبيعي ان تقول الاردن وبكل صوت جريح متالم نعم لاستضافة القمة ,و لفرش الواقع امام الجميع . وخاصة الزعماء الذين لا بد وان ينتصروا لشعوبهم وان يستذكروا ان المستقبل بدون العودة للامة شبه عار وان التاريخ لا يرحم , وان الوقت احوج من اي وقت الى وقوف الزعماء موقفا موحدا يمنحوا فيه الامل للشعوب ويعززوا الثقة بهذه الامة وقدرتها على النهوض ومعالجة المسائل الراهنة وايقاف يد المتغولين على هذه الامة والمتاجرين بمصائرها ووضع خطة عربية اقتصادية وعلى غرار خطة مارشال الاروبية وخلق تكامل عربي ومن جميع الجوانب باعتباره البداية لمسيرة عربية ذا مجد وصولة وحاضر ومستقبل, وعندها لا تستطيع اسرائيل ولا ايران ولا حتى الغرب ان يستبيح حمانا وان يسترخص ارواحنا وان يستعمر وجودنا ويهيمن على مستقبلنا , عندها سيكون لنا كلمتنا خاصة ونحن نملك من المقومات والادوات ما تمكننا من فرض وجودنا وتحقيق تطلعاتنا ومعالجة قضايانا بكل يسر وسهولة .

ما تحتاجه الشعوب ليس مجرد برتكولات واستقبالات وتوديع وتصوير وبيان ختامي , بل تحتاج الى جدية ومسؤولية ورحمة بهذا الشعب لذي لن يتحمل اكثر ولن يصبر اكثر , ولاحقا لن تمنعه قوة الدنيا من ان يقول كلمته والتعبير كشعوب عن الجرح المتقيح والمؤلم كما حصل في مصر وتونس ويجري الان في ليبيا وسوريا واليمن .

فهل يفكر الزعماء قبل القمة بمصالحة شعبية عربية مع الزعماء وانتفتح الصفحة التي ينتظرها كل فرد في امتنا العربية بل وكل فرد سيولد عربيا يعتز بعروبته وبمجده وتاريخه. وهل جاء الوقت لنبشر ابناءنا بمستقبل افضل وارحم؟؟!!

نقول للزعامة العربية اهلا وسهلا ولكم صدر الدار ولنا العتبة ولكن الوضع خطير ومقزز والنفوس مشرهبة ومتعبة ومجهدة , والتفكير مزدحم ومتوتر لا يستطيع ان يوازي ما بين ما يجرى وما ينبغي فهل سيطول التمني .

وهل نبني لانفسنا حتى نلقى خالقنا بوجه حسن ؟ نعم ان القمة العربية مدخل حقيقي لاعادة ترتيب اوراقنا العربية واحياء الضمير الذي يأن من التراجح واغماض العيون وسط ما يجري من تخاذل وتآمر واقتتال وقتل بعضنا بعضا والتباهي بذلك , فما زلت في الرمثا اسمع صوت التفجيرات والادخنة والنار في درعا وفي كل بقاع سوريا وما زالت جموع الاهل تهرب من قبضة من لا يرحم بل من الاسلحة الفتاكة التي يجربها الاقوياء باعتبارنا ...الخ .

لسنا معذورين عن الويلات التي يتجرعها السوريون والعراقيون والليبيون واليمنيون وغيرهم وغيرهم فكلنا مسؤولون وكلنا مدانون ستحاكمنا يوم القيامة جثث الاطفال الغرقى على شواطيء الغرب واشلاء القتلى التي تتطاير في ارجاء المعمورة كافة ولن يتركنا رب العزة عن دورنا باعتبارنا اخوة ( انما المؤمنون اخوة ) ولن يشفع لنا سيد الخلق محمد كوننا خالفنا نهج البنيان المرصوص , ولست مبالغا اذا قلت ما هو اسوء من ذلك ..فانظروا كيف يرانا العالم بعيونهم وابحثوا عن صورتنا امام عقول الغرب وماذا نساوي نحن بعدما السقوا بنا الارهاب وجعلونا وحوشا نتلذذ على قطع الاعناق وابدعوا في نشرها وترويجها ومحوا من ذاكرة الخلق اجمعين اننا اصحاب حضارة وتاريخ , بل وجدوا من مسرحا رائدا لتحقيق مخطط دمار الامةبتشويه عقيدتها

وتمزيق وحدتها وزراعة الالغام في داخلها ومحيطها , .

اهلا ثم اهلا بكل عربي فردا كان او زعيم فدار الضيافة مفتوح دائما وفنجان القهوة العربية مسكوب على الدوام ينتظر الشارب ولكن هل سيكون لهذه الدور طعم او نكهة او شيء من البصيص .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :