مع الزفير الأخير لشهر القرآن الكريم وشهر الجود العظيم , شهر مجالدة النفس ومغالبة الشهوات وألأهواء , شهر تضامن الناس وتعاونهم على مشاق الحياة وتكاليفها , شهر الإحساس المرهف بالآخرين وحاجاتهم التي يعفّون عن مجرد ذكرها , نزجي أزكى التحايا وأطيبها , إلى ابنائنا وإخواننا الجنود المجهولين ,فرسان الحق والخير وألإقتدار , فرسان ابي الحسين وقرّة عينيه وذراعه القادرة الطائلة , الشديدة على اعدائنا , الفعالة من اجل الوطن والعرش .
حيّاكم الله أيها الفرسان المجبولين على الفداء والعطاء والإنتماء والولاء ,الذين يسهرون على أمننا وأماننا و يجعلون من هذا الحمى الأردني الهاشمي , واحة للأمن والحرية والقانون والعدل والإزدهار والبناء والنماء , ويسطّرون أنصع الصفحات و أنقاها , في ألإلتزام الصارم , بقواعد الإحتراف العسكري وبأصوله الأخلاقية المهنية .
لقد ظلت كوكبتكم في اعلى درجات جاهزيتها وحرفيتها و قدرتها المشهود لها , لأنكم حققتم الفصل المطلق الكامل السديد , بين الجندية والمطامع السياسة , واستطعتم النأي بأكثر المؤسسات الاردنية اقتدارا وثقة وصحة وسلامة , عن الإنغماس في الشلل والحلقات والمحاور السياسية وصالونات العاطلين عن الوطن و المعيقين , ولم ترتخ قبضاتكم لحظة واحدة , عن الإمساك بمناقب الجندية الأردنية العريقة , و الحفاظ على شرفها وشهامتها وفروسيتها ونبلها .
حيّاكم الله , حماة الأردن وكماته , قوات الحجاب والطليعة الضاربة بإسم الله وبإسم الوطن , الفيلق الفذ الجسور والكوكبة المقتدرة الساهرة على جبهة واسعة ليس لها حدود , هي جبهة حماية الوطن والمواطن , وردع اعدائه ورد كيدكم الى نحورهم , جبهة حماية حياة المواطن وعرضه وماله, حماية آمال بنيه وأحلامهم , وطموح شبابه وأشواقهم للمعرفة والتقدم .
انتم , يا بياض العين وهدبها الذي يحمي سوادها , انتم يا من تحققون المعادلة الصائبة, معادلة أن الأمن هو البيئة الحاضنة والمناخ اللازم لنمو الحرية والازدهار والديموقراطية وتحققها , وانتم فرسان وطني الموثوقين الذين يطبقون هذه المعادلة ويحرسون تنفيذها , من أجل وطن حلو جميل يطيب العيش فيه و يحلو و يفخر اللسان بذكر اسمه في كل ارجاء المعمورة .
حصلتم , يا فرسان الحق والايمان وطلاب الحقيقة وعشاقها المتبتلين في محرابها , بجدارة على الثقة والمحبة والتقدير والإمتنان , من القائد حامي الحمى وعميد آل البيت الاطهار الابرار, ومن كل مواطن على ثرى الاردن الغالي , وأصبحتم تحتلون مكانة مرموقة في قلوبنا وضمائرنا ووجداننا لما قمتم به من عمل طيب على امتداد تكوينكم الوطني الأبهى , ولما تقومون به من مجهود موصول خلاق لوقاية وطنكم العزيز من شتى ضروب الإرهاب والجنون والإجرام والوحشية , التي انفلتت من عقالها وفاعت من جحورها على العالم عامة ,وعلى المسلمين خاصة , تضرب اعناقهم وأرزاقهم , متسترة بالدين الحنيف , دين اللين والرحمة والشورى واليسر " يسّروا ولا تعسّروا " ودين النهي عن الغلظة و الشّدة والعنف و الفظاظة " ولو كنت فظّا غليظ القلب لإنفضّوا من حولك ...". الدين العظيم الذي ينهى اول ما ينهى , عن قتل النفس البشرية , الذي جعل قتل نفس واحدة , على اقصى درجات الفظاعة والبشاعة , وجعلها بمرتبة قتل الناس جميعا وتدمير البشرية وإهلاك خلق الله اجمعين . قال تعالى:" ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ". صدق الله العظيم .
في هذا الشهر العظيم الفضيل , من الحق والواجب والوطنية , ان ننسب الفضل لأهله , وأن يتم انصاف من يستحقون الانصاف والعرفان والتقدير , وان نقول لبنينا وفتيتنا الواقفين على حدود اللهب والنار و البارود , الحاملين همّنا ليل نهار , بوركتم وبورك الوطن الذي أنشأكم وكوّنكم هذا التكوين الأخلاقي الوطني المتميز , وبورك النظام السياسي الذي مكّنكم من ناصية العلم والأخلاق والإيمان ,ومن ناصية الإحتراف الإبداعي والفروسية الإفتدائية .
ولسيدنا المباركة والبركة بكم .
ولشعبكم ان يعلن أن هؤلاء هم نتاج الاردن وغرسه الطيب .
وعيد سعيد لشعبنا كله ولسيدنا ملك القلوب , ولكم جميعا نزجيه من خلال رئيسكم الخلوق المبدع , الباشا محمد الذهبي صاحب القول السديد الرشيد المليء بالمعاني و المبني على فلسفة أخلاقية ودينية راسخة ... ان هذه مخابرات دولة وليست دولة المخابرات .