وظيفة شاغرة ..احمد حسن الزعبي
24-10-2016 01:05 AM
غار أبو يحيى من المحلات التموينية الضخمة و«المولات» الكبيرة بسبب ترتيب الرفوف وجمال عرض البضاعة وكثرة الموظفين الذين يقومون بعمليات ترتيب وتنظيف وتصنيف السلع على مدار الساعة ، فأراد أن يطور دكانه المتواضعة ويعيّن موظفاً لمساعدته في أمور المبيعات والتوزين ومسح علب السردين من الغبار وهو يتفرّغ للجلوس على «الكاش» رغم أن كل زبائنه يشترون بالدَّين .. المهم كلما مرّ زبون عابر من أمام الدكان كان يسأله «مش خابرلي .. أجير ابن حلال حاب يشتغل».. فيرد الآخر: « والله غير أدوّر لك».. خلال أيام قليلة ، البلد كلها صارت تعرف أن أبا يحيى يبحث عن أجير لدكّانه من وراء عبارة «مش خابرلي» .. طبعاً لم يتحمّس أي من السامعين عن الوظيفة الشاغرة لأن أولاد البلد على دراية تامة أن الدكان بكل موجوداتها وبهاراتها ومعلباتها لا تكفي جائعا واحدا فكيف لها ان تحتمل موظفا ومديرا ومراقبا وموجها وكاشيرا في نفس الوقت ، في نهاية الإعلان عن «مش خابرلي» حضر شاب وحيد قاصداً ان يتم تعيينه في الوظيفة «العليا» لدى الخال «ابو يحيى»..دخل الشاب الدكان نظر إلى زوايا المحل كان العنكبوت الذي يتربع فوق نصبات البقالة تقريباً من نفس جيل الحجي ويحمل نفس الطباع فلا خيوط ولا شباك «عواطلي شيلة بيلة» ..نظر الفتى إلى أباريق الوضوء المغبرة..والى أكياس البقوليات المتقاعدة..ثم سلم على المالك وقال له : «مرحبا عمي..سمعت بدك موظف»؟..أبو يحيى أشار له بيده أن يدخل من وراء الدفّ وهو «يغمض عينا ويفتح أخرى» كطريقة لتمحيص القامة التي أمامه ..رمى قلم «البيك» من يده بعد أن أثخن ورقة كروز الدخان برسم دوائر متداخلة غير مفهومة من قلة الشغل ثم سأله: |
تحفه يازعبي
ياريت تجمع مقالاتك بكتاب
شو بتفكرني (.... ).
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة