الأجندة الخفية .. بين أوباما وإيران !
رجا طلب
24-10-2016 01:03 AM
عندما يغادر « باراك حسين اوباما « عتبة البيت الأبيض سيترك وراءه سؤالا محيرا للغاية ألا وهو « ما سر تعاطفه وانحيازه لإيران على نحو غير مسبوق من قبل أي رئيس أميركي منذ عهد كارتر إلى عهده « ؟؟
مبررات طرح السؤال عديدة ومن أبرزها على الإطلاق المعاداة العلنية للمملكة العربية السعودية والتي لم يسبق لأي رئيس أو مسؤول اميركي ان وصل لها بما في ذلك نيكسون ، وتتجلى حالة العداء هذه في مسالتين اثنتين :
الأولى: الحرص « المحموم « لاوباما على انجاز الاتفاق النووي مع إيران رغم الكوابح السياسية العديدة التي كانت تعترضه والتي تصدى لها اوباما بشراسة غير معهودة في سلوكه وشخصيته من اجل إتمامه وانجازه ، متجاهلا تماما الحساسية السعودية والخليجية من هذا الاتفاق.
ثانيا: عدم بذله أي دور جدي في مواجهة مشروع قرار « جاستا « الذي اقره الكونغرس الاميركي بداية هذا الشهر والذي قلت عنه و في مقال سابق انه « فصل تفصيلا على مقاس السعودية لمحاسبتها على تورط عدد من رعاياها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر « ، علما أن مقترح هذا القانون هو النائب جيرولد نادلر من الحزب الديمقراطي والمقرب من الرئيس اوباما والذي عمل على الترويج للاتفاق النووي مع ايران واقناع زملائه من النواب والشيوخ في الكونغرس لتمريره والموافقة عليه.
حاول اوباما تبرير ما اقدم عليه لاحقا في لقائه الشهير مع مجلة « ذي اتلانتك « والصحافي جيفري غولدبيرغ في 12 مارس الماضي ، ففي ذلك اللقاء حدد اوباما عقيدته في نقاط محددة تدلل على انحيازه لايران وسياساتها :
اولا: المح اوباما الى ان السعودية دولة ترعي الارهاب من خلال قوله «... أن العدد الأكبر من مهاجمي 11 أيلول لم يكونوا من الإيرانيين بل كانوا سعوديين.
ثانيا: تكلم بصراحة عن ما اسماه النجاح في تجنب فخ التدخل البري في سوريا رغم التهويل الخليجي ضده ويقصد هنا التدخل ضد بشار الاسد.
ثالثا: اتهامه الصريح للسعودية بانها حولت الاسلام في اندونيسا من اسلام معتدل الى « اسلام وهابي « متطرف.
رابعا: انتقاده للنظام السياسي في السعودية بوصفه غير ديمقراطي ولا يعطي المراة حقوقها ، في الوقت نفسه الذي لم يتعرض لايران باي نقد يذكر.
كان اوباما في تلك المقابلة التى شكلت صدمة ليس للسعودية فحسب بل لدول الاعتدال العربي الحليفة لواشنطن توطئة لتمرير القرارات والسياسات الخادمة والداعمة لايران ، وكان اوباما بتلك السياسات يلغي فصلا تاريخيا مهما للغاية في طبيعة التحالفات في الشرق الاوسط وتحديدا بين اميركا والسعودية ، فقد انقض اوباما وبضراوة على سلفه « روزفلت « الذي وقع الاتفاق التاريخي مع الملك عبد العزيز بن سعود في عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وهو الاتفاق الذي كرس السعودية حليفا استراتيجا على مدي اكثر من سبعة عقود.
في التاكيد على « ايرانية اوباما او تشيعه السياسي» كما يحلو للبعض وصفه فقد علق مايكل بريجنت المحلل السابق في وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية على قرار جاستا بالتالي: لا يتعلق مشروع قانون (العدالة ضد رعاة الإرهاب) في جوهره بتحقيق العدالة لعائلات ضحايا (11 سبتمبر)، بل هو محاولة للإضرار بدولة حليفة كالسعودية، من أجل التشويش على استفزازات عدونا منذ 36 عامًا وهو إيران».
بريجنت تحدث عن وثائق بن لادن بعد قتله واشار الي ان ادارة اوباما لو كشفت عن بعض الأشياء التي تتعلق بالصلة بين بن لادن وإيران، والتي تدلل على ان طهران قدمت دعمًا ماديًا لـ لقاعدة قبل وأثناء 11 سبتمبر، لأفسدت تلك المعلومات الاتفاق مع إيران.
ويقول في تصريحات له لمجلة « المجلة « في تاريخ 7 مايو من العام الحالي: كان ذلك في عام 2012. وكنت في فريق من القيادة المركزية الأميركية المعني بإجراء تحقيق مفصل حول (القاعدة) ، حيث اكتشفنا رسالة بين وثائق بن لادن تشير إلى دور إيران المهم في دعم التنظيم، محذرة عناصر « القاعدة « من «العبث مع إيران». ويعترف.... ان المخابرات المركزية الأميركية أوفدته الي المركز الوطني في فرجينيا لمراجعة أكثر من مليون وثيقة تدين إيران في أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، غير أن الوكالة ألغت تلك الرحلة في اللحظات الأخيرة !! بات واضحا أن اوباما أسس تحالفا جديدا لأميركا مع « الإسلام الشيعي « بقيادة إيران وفك تحالفها مع الإسلام السني في الرياض القائم منذ سبعين عاما... إنها معادلة لها تبعات كبيرة و نتائج خطيرة !!!!
الراي