قبل أن يتسلم الدكتور محمد الذنيبات حقيبة وزارة التربية والتعليم أصبح مستوى التعليم في بلدنا متدنيا وصار بعض الطلاب يتخرجون من المدارس وهم شبه أميين لا يتقنون كتابة الإملاء ويخطئون في كتابة اللغة العربية أخطاء فاحشة ومخجلة . والأدهى والأمر من ذلك أن امتحان التوجيهي أصبح مهزلة مضحكة فالغش منتشر في جميع القاعات دون استثناء والمعدلات التي يحصل عليها بعض الطلبة نتيجة للغش عالية جدا ويتجاوز بعضها الثمانية والتسعين وأصبحت معدلات أعداد كبيرة من الطلبة فوق التسعين ولم يتخذ أي وزير تربية سابق اجراءات رادعة لإعادة هذا الامتحان إلى مساره الطبيعي .
أما المناهج فبعضها لا يستفيد منه الطلبة أبدا خاصة المساقات التمريضية والتكنولوجية وبعض المساقات الأخرى .
لا يختلف اثنان على أن الدكتور محمد الذنيبات كان شجاعا وقويا واستطاع بحنكته وشجاعته أن يعيد امتحان التوجيهي إلى ما كان عليه في السابق ومنع الغش منعا تاما بحيث يحصل أي طالب يتقدم لهذا الامتحان على المعدل الذي يستحقه وكانت اجراءات مراقبة هذا الامتحان صارمة لا تهاون فيها على الإطلاق تحت أي ظرف كان وطبقت العقوبات الرادعة بحق أي طالب حاول التجاوز على الأنظمة والقوانين وهذا باعتراف الجميع بدون استثناء .
أما المناهج فقد شكل الوزير لجنة من كبار رجالات التربية والتعليم ومن المتخصصين والتربويين من خارج الوزارة ومن كل الأطياف لتعديل وتحديث المناهج وعندما خرجت هذه التعديلات قامت قيامة البعض ولم تقعد وقام بعض الطلاب بتحريض من بعض أصحاب الأجندة الخاصة بحرق الكتب أمام مدارسهم ليتبين فيما بعد أن نسبة كبيرة من المحتجين لم يطلعوا على التعديلات ولم يقرأوها لكنهم اعترضوا لأسباب لا مجال لذكرها الآن .
لقد رأينا على شاشات التلفزة رجالا من خيرة الخيرة ومن كبار التربويين الذين شاركوا في تعديل هذه المناهج وهم يفندون كل الإعتراضات التي قدمها المحتجون وكانوا مقنعين إلى درجة كبيرة ولم يتحدثوا من فراغ بل أحضروا معهم الكتب المدرسية التي عدلت ولم نجد شيئا مما كان يدعيه المعترضون .
أما الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم فقد كان مقنعا عندما عقد مؤتمره الصحفي وتكلم فيه عن تعديلات المناهج بل إنه وضع النقاط على الحروف ورد على جميع استفسارات الصحفيين وقال بأن وزارته مستعدة لتلقي أية ملاحظات يمكن أن يتقدم بها أي مواطن لدراستها والتعامل معها بمنتهى الجدية .
على كل حال فنحن نشد على أيدي الوزير ونحترم ونقدر شجاعته وجرأته ووقوفه في وجه الناس الذين لا هم لهم إلا الإنتقاد ومحاربة النجاح والناجحين .
تحية محبة وتقدير للوزير الذنيبات ونتمنى أن نسمع دائما عن انجازات جديدة في هذه الوزارة المهمة .
الدستور