facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في ضيافة الأمير


بلال حسن التل
23-10-2016 11:18 AM

خلال فترة وجيزة حضيتُ وأعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل بأربعة لقاءات مع صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم, كان كل لقاء منها ينتهي على وعد بلقاء آخر, وهو تكريم من صاحب السمو لجماعة عمان لحوارات المستقبل أثار في النفس مزيجا من المشاعر, أولها الاعتزاز بهذا التشريف الذي كرمنا به سموه عندما منحنا هذه المساحات من وقته المكتظ بالمواعيد والارتباطات المحلية والإقليمية والعالمية, وثانيها أنه تشريف زاد من ثقتنا بأننا في جماعة عمان لحوارات المستقبل نسير في الاتجاه الصحيح, ونؤدي أداء سليما, أهلنا لنيل هذا التشريف من صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعروف عنه دقة خياراته, المبنية على دقة أحكامه التي تصدر بميزان الذهب, وهي خيارات وأحكام تصدر عن سموه بعد طول المتابعة ودقتها, وهذه ميزة أخرى عرفت عن سموه, وهي متابعة لا تتوقف عند العناوين العريضة بل تدخل في تفاصيل الأشياء والقضايا والأنشطة المعروضة, وهذه سمة من سمات المفكر الأصيل الذي يسعى إلى إحداث تغير حضاري, وهذه واحدة تشكل إحدى أهم مكونات شخصية سموه التي لا يختلف عليها اثنان, والتي جعلت من سموه مفكراً إنسانياً عالمياً, يحظى باحترام وتقدير أعظم وأهم مؤسسات الفكر ومنابره في العالم التي سعى الكثير منها إلى نيل شرف ترأسها من قبل سموه, بما عرف عنه من كلية في التفكير تجعله يتناول كل قضية من القضايا من مختلف جوانبها من جهة وبعلاقتها بسائر القضايا الأخرى التي يمكن أن تؤثر بها سلبا أو إيجابيا , ساعده في ذلك أن سموه واحد من الشخصيات العالمية القليلة التي اطلعت على كم هائل من التجارب المحلية والإقليمية والعالمية التي أثرت تجربته, وجعلت خياراته شديدة الدقة, وهذا مصدر اعتزاز لنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل أن نكون محل ثقة سموه وتكريمه بعد أن اطلع على جانب من نشاطاتنا وبرامجنا التي تلتقي مع اهتمامات سموه,فنحن جماعة تؤمن بالحوار وتمارسه, وسموه رجل الحوار المرموق على مستوى العالم, ونحن جماعة قائمة على أساس التعددية والتنوع الفكري والمهني في إطار المواطنة التي تؤمن بأنها يجب ان تكون العروة الوثقى التي تجمع الناس جميعا على أساس المساواة, وسموه من أهم وأبرز دعاة التعددية والتنوع المدافعين عن مبدأ المواطنة, ونحن جماعة لا تتوقف عند حدود العناوين للقضايا المطروحة, بل تدخل في تفاصيل كل قضية من القضايا فنحللها ونتعرف على كل مكوناتها, ثم نشرع في وضع الحلول لها أو وضع التصورات لتطوير القطاع المعني بتلك القضية, لذلك فإننا في جماعة عمان لحوارات المستقبل نعمل من خلال فرق عمل متخصصة يعكف كل فريق منها على دراسة ملف من الملفات الوطنية مثل التعليم, الصحة, الإدارة,...غير أننا نؤمن بالتكامل والتداخل بين القضايا والقطاعات والملفات لذلك تنوعت الخبرات والتخصصات في كل فريق من فرق عمل الجماعة, بالإضافة الى تبادل المعلومات والخبرات بين سائر فرق الجماعة ليأتي عملها متكاملاً, وهذه واحدة من أهم سمات أسلوب الحسن بن طلال في العمل التي لمسها كل الأردنيين في خطط التنمية التي أشرف على وضعها وتنفيذها سموه بتكليف من الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه.

غير إيماننا بالتكامل بين القضايا والقطاعات فإننا نؤمن بالعمل الميداني والتفاعل مع الناس في مواقعهم ولا نكتفي بالتنظير في القاعات المغلقة فنحن في جماعة عمان لحوارات المستقبل نفتخر باننا نكاد نكون الجهة الوحيدة التي تمتلك وثيقة مطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية مع برنامج تنفيذي لمواجهة ثقافة التعصب والكراهية والتكفير, ولم نكتف في مواجهتنا لهذه القضية عند الحدود النظرية, كما لم نقصر نشاطنا على قاعات الفنادق الفارهة, بل جبنا الوطن من العقبة إلى الهضبة غربا وشرقا, والتقينا وما زلنا مع كل شرائح الناس وفئاتهم نحذرهم ومعنا نخبة من خيرة المفكرين ورجال الوطن من فتنة التكفير وخطر الطائفية والمذهبية.

ولمواجهة خطر التكفير والطائفية والمذهبية عكفنا على وضع برنامج لتحديث الخطاب الديني, مسترشدين برسالة عمان التي تشكل محوراً هاماً من محاور اهتمام سمو الأمير الحسن المهموم بمواجهة خطر التكفير والفتن الطائفية والمذهبية, بل لعل سموه من أوائل من حذر على مستوى العالم من التعصب والغلو والطائفية ودعا الى الحوار بين اتباع الأديان واتباع المذاهب, ولعل جهد جماعة عمان لحوارات المستقبل في هذا المضمار من الأسباب التي جعلتها محل اهتمام سموه, فالجماعة تستلهم روح رسالة عمان في تقديم فهم حقيقي للإسلام ببعده الإنساني العالمي وباستيعابه للآخر, انطلاقاً من إقراره لمبدأ حرية الاختيار بما في ذلك حرية العقيدة.

كثيرة هي المشاعر والأفكار التي تواردت على النفس وجماعة عمان لحوارات المستقبل تحظى بشرف الجلوس في ضيافة الحسن بن طلال ، وهي مشاعر منها ما كان مصدر اعتزاز وثقة, ومنها ما كان مصدر قلق منبعه السؤال: كيف نرتفع إلى مستوى هذا التكريم السامي, لنظل عند حسن ظن سموه؟ والجواب هو المزيد من العمل المتقن المبني على رؤية واضحة واستشراف للمستقبل الذي نريده لوطننا وأمتنا والإنسانية جمعاء كما تعلمنا في مدرسة النبوة وعلى أيدي آل البيت. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :