حين تقوم القوات الروسية والسورية والايرانية، وبذريعة داعش، بقتل السوريين السنة الابرياء، فإنها هنا، تدعم داعش مباشرة، باعتبار ان التنظيم، لا يلام في دفاعه عن السنة وهجومه على بقية الاطراف، فوق ان ثنائية السنة- داعش، يتم تصنيعها بشكل متعمد، عبر اضطهاد السنة، والتنكيل بهم، باعتبارهم مجرد دواعش، وبحيث يصير داعش الطرف الوحيد الذي يدافع عنهم، وهذه مفارقة بحق، فالمخطط يريد ان يزوج داعش للسنة.
ذات الخطيئة الكبرى ارتكبتها القوات العراقية في الفلوجة وغرب العراق، وتحت عنوان الحرب على داعش، يتم التنكيل بالمدنيين العراقيين السنة، وقتلهم، وتشريدهم، وتصنيع ثنائية السنة- داعش، يجري في العراق بذات الطريقة، وهي التي نراها ايضا في الموصل اذ يهرب المدنيون ويتم قتلهم، تحت عنوان الحرب على داعش، وهي حرب تدار بطريقة تريد ان تقول ان كل السنة دواعش، ولا مانع من قتلهم، والدوس عليهم في الطريق الى داعش.
هذه كوارث بحق، فما علاقة السنة اصلا بداعش، وهل السنة يدعمون داعش، الذي يتفنن في قتل اي مكون آخر، من مكونات السوريين والعراقيين؟!.
في مئات التسجيلات المصورة، التي يتم تناقلها عبر اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي، يتم بث تسجيلات، تحمل اساءات وشتائم للصحابة وزوجات النبي، خلال الهجوم على داعش، مع مقاطع اخرى، لتعذيب اطفال، او حتى محاربين في داعش، يتم تقديمهم باعتبارهم مجرد سنة عاديين، ولا احد يعرف الحقيقة بشأن هذا الجزء الاخير، لكن الواضح تماما، ان الحرب على داعش، يتم تحويلها الى مجرد حرب على السنة، وهذا يفسر دعوات الناس، بأن يلطف الله بسنة الموصل، فلا احد يصدق ان الحرب على داعش حصرا، بل تورط الجميع، بفكرة ان داعش، مجرد مدخل لابادة السنة.
ذات داعش تورطت بذات الخطايا، فهي في حربها على مكونات العراقيين والسوريين، اصرت ان لا تفرق بين هذه المكونات، مسيحية او علوية او شيعية او غير ذلك، وبين ما يمكن وصفه بالاطراف الرسمية، التي لها سياسات اقصائية، وداعش هنا، انتجت ايضا، ثنائية الشيعة- الحشد الشعبي، والمحصلة، ان الكل يجر المنطقة الى حرب مذهبية سيئة جدا، جراء تنظيمات تقاتل في تلك المناطق، وهي ذات داعش التي تفجر اطفال العراقيين والسوريين، وتقتل الرجال والنساء، وتفجر المساجد والاسواق، فلا يجد الشيعة في المقابل، الا الحشد الشعبي والقوات الرسمية، وصيحات تقول خلصونا من كل السنة.
حين قيل للحكومة العراقية، ان عليها التنبه لمحاولة وضع السنة وداعش، في سلة واحدة، في الموصل، لم يستمع احد، بل كل التعبيرات السياسية والمذهبية والعسكرية، تقول انهم في سلة واحدة، هم، واجدادهم من الصحابة، فأي منطق هذا يسمح، للحكومة العراقية، بذريعة محاربة الارهاب، ان تستعدي مكونا كبيرا في العراق والعالم العربي، بل ويؤدي سلوكها هذا، الى اختطاف السنة، فيصير الرأي العام، خائفا على سنة الموصل، دامجا اياهم في ذات حزمة داعش المستهدفة؟!.
بهذا المعنى تؤدي هذه السلوكيات البشعة من الجميع، الى تصنيع ثنائيات مذهبية- تنظيمية، ولكل مذهب تنظيمه، ولكل مذهب شعاراته، وكل تنظيم لايستهدف تنظيما عند الطرف الاخر، بل يستهدف ابناء المذهب الاخر، ولا يستثني فيهم احدا، مما يستدعي ردود فعل غاضبة، لاتحلل ولا تحرم، ولا تبقي في طريقها، اي بريء.
لم تعد هناك اصوات عاقلة، ولا راشدة، ولا مشهد مبك، الا تلك التكبيرات، فداعش تكبر وتقتل وتذبح، والحشد الشعبي يكبر ويقتل ويذبح، ومفردة الله اكبر باتت تعني الدم، وقتل الناس لبعضهم البعض، وتدمير كل المنطقة، والاغلب ان الكل مهزوم نهاية المطاف، وايا كان المنتصر، فدولته دموية، سنية او شيعية، ولا ينتسب اليها، من كان في قلبه رحمة.
الذي صنّع ثنائية داعش- السنة، هو ذاته الذي صنّع ثنائية الحشد- الشيعة، والكل يتعامى، عن الحقيقة الاهم، فالكل قتلة بشكل او آخر، وكل طرف يتسلح بفيديوهات تثبت ان الطرف الاخر، يعذب ويقتل ويجرم، على اساس مذهبي.
الارجح انهم جميعا، مجرد حطب في جهنم، والله اكبر، أعز وأجل وأعظم، من ان تكون شعارا للقتلة، سنة كانوا ام شيعة، وكل ما يهمنا اليوم، تحرير السنة، من قبضة داعش، باعتباره زوجا اجباريا لهم في العراق وسورية، مثلما يهمنا تحرير الشيعة، من قبضة الحشد وغيره من تنظيمات، تريد اقناعنا انها وكيلة الشيعة، في هذه الحرب غير المقدسة.
جميعكم مجرد حطب في جهنم، القاتل والمقتول.لافرق.
الدستور