ردا على تحفظات الرئيس نبيه بري بخصوص ترشح عون للرئاسة
فراس الور
21-10-2016 11:11 AM
تعليقا على تحفظات رئيس مجلس النواب اللبناني نببه بري على ترشيح دولة الرئيس سعد الحريري ميشيل عون لرئاسة الجمهورية..."الكحل و لا العمى" يا معالي الرئيس نبيه...عون لن يبقى في الرئاسة الى الابد و لكن نجاح الترشيح سيدفع بالحياة السياسية في لبنان الى وضعها الطبيعي وستجعلها تتنفس من جديد بعد ان كانت على شفير الموت..."كحل عون و لا عمى الفراغ الرئاسي"...
ان لم تستطيعوا كشعب وسياسيين تجاوز هذه المحنة ببعض التنازلات لاجل المصلحة العامة لن تستطيعوا بناء دولة دستورية يتأسس دستورها بناءا على روح المواطنة و يرتكز مفهوم ادارة الحياة السياسية في الدولة به على الحقوق المتساوية بين كافة ابناء الوطن الواحد و على احزاب اهدافها و رؤيتها لا تقتصر على منظور طائفي و الذي يعد ضيق الافق. فمثلما ينص الدستور على ان لبنان هو وطن للجميع و ديمقراطي برلماني تعطى السلطة به للناس فعلى الدستور ان يكمل وتيرة بنوده بنفس روح المواطنة و ان لا يسمح بتأسيس احزاب سياسية تقوم على اساس طائفي او دينية فاذ يقوم الوطن بحسب ما ورد بالدستور اللبناني على أسس تساوي جميع المواطنين بالحقوق و روح المواطنة الواحدة فلا جدوى من تكتلات سياسية ترتكز على الطائفية السياسية او الدينية اطلاقا... لن استفيض بالشرح اكثر فالذي يحب لبنان سيخدمه هو و ابناءه كبلد ولن يخدم اهداف الحزب فقط الذي ينتمي اليه فهذه المواطنة الصالحة التي ستكون اساس فكر رجل الدولة...اما رؤية طائفية مزروعة بقلب دستور ديمقراطي فهذا لا يجوز و مع الاسف هذه هي المفاهيم الساذجة التي رسخها اتفاق الطائف. فحينما تم دمج بنود اتفاق الطائف في الدستور اللبناني هذا ما حصل. فإن كان الطائف خيرا على لبنان بإنهاء الحرب الاهلية و الحمدلله فقد حمل ضمن بنوده بحسب ما اطلعت شخصيا عليه مفاهيم سياسية عن البرلمان و الحكومة غير ناضجة و لا ترتكز على فكر ديمقراطي دستوري صلب.
يجب ان يخرج اللبنانيون من بوتقة الفكر الطائفي سياسيا وكمواطنين ليستطيعوا الاستفادة من الدستور اللبناني وامكانياته الضخمة على اكمل وجه... ولا ستبقى الحياة السياسية في لبنان مهددة بالشلل بهذا الشكل و هذا ما لا نتمناه فحينما يراد بتأسيس وطن متساو يجب ان ينطلق دستوريا من اسس متينة انسانية ومفاهيم بناء الدولة بصيغتها المعاصرة و يجب ان تنطلق الحياة السياسية و الحزبية و رؤية رجال السياسة منها برؤية شاملة كخدمة الدولة و كافة المواطنين من دون تميز ديني او سياسي بينهم...و ليس خدمة حزب سياسي او ملة دينية معينة فقط...هذا اذا اردتم انتشال لبنان من الذي يعاني منه. و هذا لن يحدث إلا اذا تخلص الشعب اللبناني الذي نحبه و نحترمه من التقسيمات الطائفية في بنيته الاجتماعية وتغير فكر الافراد في المجتمع اللبناني الى ديمقراطي و انساني اكثر.
لا اشعر بصورة عامة ان رجل السياسة في لبنان يتمتع بفكر رجل الدولة الذي يتمتع به السياسي الامريكي. فحتى و ان كان السياسي الامريكي ينتمي على سبيل المثال لا الحصر الى الحزب الجمهوري او الديمقراطي فإنه حينما يستلم منصب بالدولة كعضو في البرلمان او وزير نرى منه كفاءة خدمة عالية...فيقوم بخدمة منصبه انطلاق من انه امريكي اولا ثم من انه سياسي حزبي و لكنه مسؤل عن خدمة كافة المواطنين و الرعاية الامريكان بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسة او الدينية...و هذا نضوج راقي بالفعل. و هذا مة لا يحصل في لبنان حاليا مع كل اسف.