العنف المدرسي ومحدودية وزارة التربية التعليم في الحد منه
هشام الخلايلة
20-10-2016 04:47 PM
العنف المدرسي او التنمر، هو كل نوع من انواع العنف البدني او النفسي الموجه من تلميذ الى اخر، بقصد إيقاع الاذى بالضحية (الطالب)، حيث يعتمد المتنمر على حجمة او شعبيته بين الطلاب لإيقاع الاذى بالضحية. ونتائج التنمر قد تكون كارثية على الضحية قد تصل الى حد الانتحار في بعض الحالات، وغالباً ما يقل تركيز الطالب الضحية والذي قد يتعرض للعنف يومياً، فيقل تحصيله العلمي او قد يتسرب من المدرسة او يلجأ الى استخدام المخدرات ليستطيع التكيف مع ما يتعرض له من عنف.
هنالك الكثير من الآباء والامهات من لا يدرك حجم الضغط النفسي الهائل الذي قد يتعرض له ابنائهم في المدارس نتيجة التنمر، حيث يصبح مجرد الذهاب الى المدرسة بحد ذاته تحدٍ يجب مواجهته كل يوم. ويعود سبب ذلك الى غياب البرامج التوعوية الحديثة والتي تهتم بتثقيف المدارس والأباء والامهات بأهمية التنبه الى العنف المدرسي الذي يتعرض له الطلاب وكيفية التعامل معه.
لقد أثبتت الدراسات والابحاث العلمية الحديثة بأن الطالب الذي يتعرض للعنف في المدرسة قد يكون معرض اكثر من غيرة للانحراف او الإصابة بالامراض النفسية الفتاكة، وعلى الأغلب تتدنى درجات التحصيل العلمي لهؤلاء الطلاب او قد يتركوا المدرسة متى أتيح لهم ذلك.
وقد يكون التنمر سبباً اخر للتطرف الديني، حيث أن الكثير من الدراسات وجدت أن هناك إرتباط وثيق بين الطلبة الذين يتعرضون للعنف المدرسي وبين اللجوء الى التدين المتطرف من اجل الانتقام من كل شئ ولنا في المتطرف النرويجي اندرياس بيهرنج بريفيك المثل حيث قام هذا الرجل في العام ٢٠١١ بقتل ٧٦ شخص من نساء واطفال ورجال بدافع ديني خفي، ولكن كثير من المحللين النفسيين والذين تتبعوا مراحل طفولته ودراسته وجدوا أنه كان معزولا في اثناء مراحل دراسته الاولى، وعزوا ذلك الى انه ربما قد يكون تعرض للعنف مما أوجدت في صدره الحقد على مجتمعه الذي خذله
ولم يتدخل لوقف العنف الذي كان يتعرض له، فقام وبهدوء تام بالتخطيط للانتقام وقد كان له ما كان.
إن عدم تطوير برامج الإرشاد في المدارس، وجعل عمل المرشد الاجتماعي ثانوي لا أهمية له في مدارسنا قد يكون له عواقب وخيمة على الطلاب والمجتمع معاً في المستقبل القريب، فضحايا العنف المدرسي لا يحتاجون فقط لوقف العنف، بل يحتاجون أيضاً الى الدعم النفسي من قبل مختصين لكي يعودوا قادرين لممارسة حياتهم كما كانت قبل تعرضهم للعنف، كذلك تقع مسؤولية إصلاح العلاقة ما بين المتنمر والضحية على عاتق الوزارة المعنية حيث إنه بدون وجود آلية فعالة لأعادة العلاقة بين الطرفين من خلال إقرار المتنمر بأنه قد سبب كل تلك المعاناة الى الضحية، مما قد يجعل الضحية قادراً على طرح جميع الأسئلة التي في نفسه حتى يكون قادراً على الوصول الى اجابات لما تعرض له فأنه لن تكون هناك نهاية لتلك المآساة وسيبقى ذلك الضحية يعاني، اما بالنسبة للمتنمر، فأنه ولعدم وجود المحاسبة بشقيها الخارجية (اداره، أهالي) والداخلية (فهمه لمقدار الالم الذي سببه للضحية، وندمه على ما فعل) فأنه ربما يمارس هذا العنف على إخوانه وأخواته اوعلى زوجته وأبنائه في المستقبل.
حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه
*خبير فُض نزاعات/ استراليا