facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




رسالة الملك في الورقة النقاشية


د. عدنان سعد الزعبي
20-10-2016 11:06 AM

لا اضن ان ما قرأته من تحليلات حول الورقة النقاشية السادسة للملك قد صب جلها بالمعنى الحقيقي الذي اراده الملك والغاية الاسمى التي دفعته لمخاطبة شعبه والبوح عنها, خاصة وان الملك لا ينفك رسم نموذج اردني متطور يليق بسمعته وبصورته امام العالم وبحجم الانجاز والتضحيات التي قدمها الاردنيون تجاه قضايا الامة والعالم باسره.

فالملك في رحاب دول وزعماء وبرلمانات العالم يصر على ترسيخ هذه الرؤية وتعزيز فلسفة القيادة الاردنية ونظرتها العالمية الانسانية المبنية على الاعتدال والوسطية, والتوازن والعقلانية والنظرة الشمولية الانسانية خاصة بنموذجها المعاش حاليا من الصبر والتحمل من اجل هذه القيم والمعاني السامية. ليتشارك بها مع مع رؤى كبريات العائلات الحاكمة في العالم الناظرة على الدوام للامن والسلام والحوار والتشاركية العالمية كاساس لبناء العلاقات الانسانية وتوضيب الخطوات القادمة لمسيرة الانسانية وتخليصها من حالة الفوضى والهيمنة والقتل والدمار الذي لم تسلم منه اي جماعة او دولة او تجمعات , فحالة الامن والاستقرار الذي تنعم به اروبا وامريكيا جاءت بعد صراع كبير قتل فيه الملايين وشرد به الملايين.

فالبناء والتنمية والاصلاح والتطور والعمل والانجاز والابداع والايمان بالفرد كثروة حقيقية وبالجماعة في تعاونها وتفاعلها وانجازها صور بنى الغرب عليها حضاراته وتخلص بها من سنوات الظلم والبطش والهيمنة والدماء والحروب القاتلة.

قيم خلقت من اروبا شعبا مدنيا يؤمن بالقانون ويتمسك بالمواطنة بنزاهة وشفافية اعتبروها اساس قوتهم وبقائهم ومستقبلهم , فلا مستعل على القانون ولا متعجرف على النظام ولا مستهتر بحياة الناس فلكل فرد حريته التي لا تنفصل ولا تنعزل ولا تبتعد عن حرية الاخرين والمجتمع والمؤسسات ولا تتعارض مع القانون.

لقد عايش الملك حياة الغرب وتملك من هذه المدنية روح القانون الذي لا بد وان يكون الفيصل والموجه وهو القائد والحاكم لا احدا فوقه ولا احد يتجاوزه وهو ثقافة ممارسة خلقت قيم تحارب كل من يخرج عليه وتعتبره خارج عن المجتمع والناس وهو القوة الحقيقية للقانون.

لهذا فان تركيز الملك على العدالة والمساواة وقوننة الفكر والسلوك والمباديء وتحويلها لقيم راسخة تصبح مفاهيم الشفافية والنزاهة والوضوح, والعدالة والمساواة نتاج هذا القانون ووريث له . وعندما يتحدث الملك عن النمو والتطور والاصلاح فانه يتحدث عن القانون, فبدون مشاركة الجميع وشعورهم بان القانون جاء لتحقيق مصلحته على نفس المستوى من غيره فان الراحة النفسية والاطمئننان الاجتماعي سوف يتحقق وان الجهد الضائع وحالة اللامبالاة وغياب مسؤولية الادارة العامة سوف تتعدل لتنبعث من جديد وتنطلق للعطاء وتقدير معنى ومسؤولية الرجل العام ؟ وسنجد ان ادوار النواب والاعيان قد تغيرت من سعاة بريد الى نواب مراقبة وتشريع وسنجد ان الموظفين وكبار المسؤولين العامين قد تحولوا من مدراء لشركات خاصة الى مسؤولين جاءوا لخدمة الناس وتسهيل امورهم وادارة ياتهم . وبنهج تربوي وطني ومسؤولية اجتماعية انسانية تقدم افضل الخدمات وارقى التعامل واعزم الاداء الحكومي .
, نحن جميعا نطالب بتحقيق معاني الدولة المدنية ولكن بكل اصولها وعناصرها وادواتها ما دامت تقدم القانون وتعزز دولة المؤسسات وتحقق العدالة وترسم مستقبل واضح بفكر واضح وادوات واضحة لا سواد فيها ولا غمغمة فلا مشككين ولا متآمرين ولا متقني الاشاعة ولا ابواق تصرخ كلما هز لها الدولار وتذهب كالشجرة اينما ساقها الريح . فعندها سنشهد الحوار ونتقبل الراي الاخر ونشارك بما هو الخير وفية المصلحة الوطن وهذا يتطلب تربية وطنية شاملة يبدأها الاب والام في المنزل والمدرس والمدير في المدرسة والجامعة والمعهد والمنهاج , والامام والواعظ في المسجد ومؤسسات التوجيه والارشاد ..الخ
ان الدين لا بد وان يبى في الطبقة الارقى من حياة الانسان فهو دين الدولة وهو اساس معتقداتنا وفكرنا وثقافتنا لان العاقة بين الانسان وخالقه ولا بد ان تبقى علاقة سامية لا يشوهها متطرف او سفيه ولا جاهل او صاحب مصالح اوغايات , وها نحن نشهد كيف يشوه الاسلام ممن الدعو الاسلام وكيف حرفوا تعاليمه وغيروا مبادئه الانسانية فتركوا انطباعا صعبا وخطرا يسيء للجميع , فمثل هؤلاء الذين خلطوا الدين بالسياسة وجعلوه وسيلة لمصالحهم مرفوضون بانفسهم وبكل ما جاؤا به من فكر بغيض . ولهذا كان الملك وهو من سلالة طاهرة عريقة يسعى ويسعى في الدفاع عن الاسلام وتصويب الصورة التي شوهها الخارجون عنه , خاصة وان الملك هو العربي الوحيد والمسلم صاحب الاولوية الاسلامية والاحقية الذي يسمع صوته في الغرب . ,
فالاساس بهذه الاوراق ان تكون رؤية لاغراض التطبيق , غير ان المعظلة ان الرؤية موجودة لكن التطبيق غائب وبعيد . والسبب يعود لؤلئك الذين يملكون القرار ولا يملكون الارادة ولا يصلحوا ان يكونوا نماذج للناس حتى يثق الناس بهم ويقومون بالمطلوب حتى الادوات التي ستتعامل مع الناس ميدانيا ادوات لا تستوعب اساسا المفاهيم البعيدة للاوراق النقاشية ولا يعرفون كيف يحب الناس في تعاملهم وماذا يكرهون , واولويات هؤلاء لا تنسجم مع اولويات الناس وطموحهم وتفكيرهم فحصلت الغربة.

فهل مشكلتنا في فكرنا وثقافتنا الجديدة المهزوزة, ام بمن هم يحاصرون الناس بافكارهم وافعالهم وادواتهم حتى انك تصنف مجتمعنا بابنائه الى فئات وطبقات وشلل ومعارف واصحاب .. الخ وهل فشل طموحاتنا بالنماذج المجربة اعادنا الى المربع الاول كما حصل بموضوع الحكومة البرلمانية عام2012- وبطريقة تشكيلات الحكومات والاعيان والنواب؟ فاين الاسس واين القواعد واين المستقبل. فهل نحن جادون للتغيير ام ما زلنا مجرد دعاة كلام وتملق وفلسفة دون ارادة او قدرة على التغيير , فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فهل فهمنا ماذا يريده الملك وكيف يريد ان يكون عليه الاردن وما هي مسؤولية ذلك وادواته, المسألة كبيرة ولا بد ان نشرع بها على الاقل طمأنة المواطن ان له مستقبل وانه مصون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :