لماذا نجحت بلدية معان وفشل الآخرون
27-09-2008 03:00 AM
لم تعد تجربة الأسواق الشعبية في مختلف المدن الأردنية اكتشافا فريدا يسجل إنجازا لرؤساء بلدياتنا المحترمين فبعد أن تكرر إنشاء مثل تلك الأسواق جاء الإيعاز هذه السنة من وزارة الشؤون البلدية لكافة بلديات المملكة بالتحضير لإقامة أسواق شعبية استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل تخفيفا على المواطنين وتمكينا لهم من شراء حاجاتهم من مصادرها وبأسعار تقل عن مثيلاتها في الأسواق العادية سيما وأن البلديات ستتكفل بمصاريف إنشاء الأسواق وتؤمن كافة خدماتها من حراسة وإنارة ونظافة وما إلى ذلك .
بالرغم من أن طلب الوزارة وأحاديث وزيرها حول الإجراءات الحكومية لمحاولة التخفيف على المواطنين جاء مبكرا إلا أن غالبية بلدياتنا لم تأبه بالموضوع وبقيت تماطل إلى أن عاد ما يفصلها عن بدء شهر رمضان مجرد سويعات لا تتعدى في أحسن الأحوال الثمانية وأربعين لتبدأ مرحلة سلق الإجراءات بالإختيارات غير الموفقة لأمكنة إنشاء تلك الأسواق من حيث قربها وبعدها من التجمعات السكنية أو توفر الساحات المجاورة لوقوف السيارات وتوفير المرافق الصحية للعاملين والزبائن وحتى تشكيل لجان الإنشاء والإدارة لم يتم ( لضيق الوقت !! ) بالرغم من ولعنا الدائم بتشكيل اللجان بمسمياتها المختلفة من عليا وتحضيرية وتوجيهية حتى عندما لا يكون لها أية مهام تقوم بها .
نتيجة لذلك التخبط وعدم التخطيط جاءت النتائج ملائمة للمقدمات بالفشل الذريع وعدم الإفادة مما هدر من أموال مصدرها جيوب المواطنين لتبدأ مرحلة التبريرات والحجج الواهية حيث أراح بعض رؤساء البلديات أنفسهم بالتصريح وسط أسواقهم الخاوية بأن عدم نجاح الأسواق الشعبية سببه مزارعنا ( الكسول ) الذي لا يقبل بأن يكون بائع بسطة وتاجرنا ( الجشع ) الذي لا يريد اسواقا منافسة ، ليعودوا إلى مكاتبهم المكيفة انتظارا لمنافق أو منتفع يدعوهم لوليمة إفطار غير تاركين مناسبة للشكوى من عسر تأمين رواتب حمولة بلدياتهم الزائدة من الموظفين . ندعو هؤلاء أن يكلفوا أنفسهم مجرد النظر حولهم ليروا نجاحات زملاء لهم في بلديات أخرى اجتهدوا فأصابوا ونجحت أسواقهم بإخلاصهم النية والتخطيط والعمل الدؤوب واستثمارجهدهم وجهد كوادرهم في ما ينفع الناس . المسافة ليست بعيدة إذهبوا (على نفقتنا بالطبع ) إلى معان واسألوا ماذا يفعل رئيس بلديتها .
mustafawaked@hotmail.com