وصل د. خالد الكلالده، رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، إلى الولايات المتحدة، كأحد أعضاء الوفد الأردني الذي سيراقب الانتخابات الأميركية، بعد أن ذهب لمقابلة نظيره الأميركي.
جون: "أهلا مستر كلالده". الكلالده: "هاي جون". جون: "يسعدنا مستر كلالده وجودك بيننا لنستفيد من خبرتك في الإشراف على الانتخابات الرئاسية". الكلالده: "أخ جون، سأكون واضحا معك من البداية؛ هناك نقص كبير في الاستعدادات عندكم". جون: "كيف مستر كلالده؟! نحن مستعدون بشكل جيد!". الكلالده: "أي استعداد يا جون؟! في طريقي من المطار إلى هنا لم أر ولا آرمة مكتوبا عليها "أميركا تنتخب"، تحفز الناس على المشاركة!". جون: "لا يجوز ذلك مستر كلالده، الشعب الأميركي واع ولا يحتاج إلى تحفيز، لأنه سيقرر باختياره مستقبل أميركا".
الكلالده: "يا رجل، في الأردن كان هناك منذ أشهر عديدة قبل الانتخابات النيابية برامج إذاعية وتلفزيونية، ومواد على "فيسبوك"، وعرس وعطلة، وفتاوى بضرورة المشاركة. ويوم الانتخاب قعدوا يغسلوا سجاد". جون: "مش معقول مستر كلالده، الانتخابات واجب وطني".
الكلالده: "هسّه بيني وبينك، كيف رح ترفع نسبة المشاركة إلى 40 %؟ لازم أستفيد منّك يا جون في هذه الجزئية بالذات". جون: "نو كلالده.. بليز نو.. انتخابات أميركية مش ممكن نزوّر ونلعب بالصناديق". الكلالده: "وطّي صوتك يا جون.. مين جاب سيرة التزوير؟!". جون: "أنت تقول كيف سنرفع نسبة المشاركة والناس فقط هم من يحدد ذلك". الكلالده: "طبعا الناس هم من سيحدد ذلك، ومن المستحيل جون أن نعبث بالصناديق. أنا مثلا وضعت ساعة رقمية في المركز الإعلامي تبين نسبة المشاركة أولا بأول، حتى يطلع المراقبون عليها. انتصف النهار والساعة لا تشير إلى مشاركة الناس. ذهبت في غفوة من التعب والإرهاق، وحين صحوت وجدت أرقام المشاركة قد ارتفعت". جون: "ممتاز، أكيد شكرت الناس على المشاركة".
الكلالده: "لأ، شكرت اللي صلّح الساعة، لأنه المشكلة كانت في الساعة وليس في مشاركة الناس. المهم جون، إذا انسرقت الصناديق كيف ستتصرف؟!". جون: "نو.. نو.. نو.. كلالده أرجوك، صناديق اقتراع مش ممكن تنسرق، هاي فضيحة عالمية؛ سنخسر مصداقيتنا وستكون كارثة على أميركا". الكلالده: "ولا كارثة ولا إشي". جون: "كيف مستر كلالده؟!". الكلالده: "أنا انسرق من عندي صناديق". جون: "أووو.. مش ممكن... أكيد أعلنت حالة طوارئ وألغيت الانتخابات وقبضت على السارقين". الكلالده: "لا لا لا جون. اننا لم نستطع معرفة السارقين".ولكن ، الحمد لله قبل الانتخابات كنّا نعرف اسماء الفائزين فأعلنت نجاحهم !
جون: "كم استغرق إعلان نتائج الانتخابات في بلادكم؟". الكلالده: "حسب. في مناطق بعد ثلاث ساعات، وفي مناطق أخرى بعد ثلاثة أيام.. وذلك حتى يتمكن الدرك من التقاط أنفاسهم".
جون: "نتشرف مستر كلالده بوجودك معنا. لكن ليس مراقبا، بل مشاهدا، لأن شكلك أوّل مرة راح تشوف انتخابات!".
الغد