الاخوان في البرلمان .. ماذا يريدون؟!
سميح المعايطة
19-10-2016 09:51 AM
يعتقد الكثيرون ومنهم قياده حزب الجبهة والجماعة غير المرخصة ان مشاركتهم في انتخابات مجلس النواب الاخيرة كانت ممرا إجباريا سلكته الجماعة حتى تحاول الخروج من ازمتها ومشكلاتها الداخلية وأزمتها مع الدولة والواقع الإقليمي، وكانت الغاية الاولى ان تدخل الجماعة البرلمان باي عدد وكانت تقديراتهم حتى وهم يرشحون حوالي ١٢٠ مرشحا انهم لن يحصلوا على اكثر من ٢٠ مقعدا، وحتى عندما عقدوا مؤتمرا صحفيا بعد الانتخابات تحدثوا انهم تغاضوا عن بعض الخلل الذي قالوا انه تم في ادارة الانتخابات لكن هذا لم يكن تسامحا سياسيا بل كان جزءا من الفرح بأنهم دخلوا البرلمان بهذا العدد الذي يكفيهم لمحاولة تحقيق ما يريدون في هذه المرحلة.
الاخوان ومن خلال نوابهم يخضعون لادارة هي ذاتها التي أدارت مرحلة الحراك لكنها اليوم بعقلية تدرك انها تأتي اليوم بعد سلسلة انتكاسات كبرى داخل الاْردن وخارجه لهذا ستلجأ للعمل بالوجه الآخر للجماعة الذي ظاهره الإصلاح والعمل التوافقي واللغة غير الصاخبة وان كان وجود الاخواني السابق والبرلماني المخضرم عبدالله العكايلة على رأس الكتلة سيفرض على الجماعة لمساته وطريقته وأولوياته التي ربما لا تكون كلها مناسبه للجماعة، ومع ذلك فان الجماعة تريد ان تحقق غايات منها:-
١- استعادة الحضور في الساحة السياسية والعودة للاقتراب من الناس باعتبارهم نوابا وليس عبر نشاطات يواجه بعضها الحظر.
٢- محاولة فك الحصار عن الجماعة غير المرخصة والعمل على تحقيق مكتسبات للجماعة من خلال عمليات تبادل المصالح مع الحكومة في البرلمان، وتطمع الجماعة الى الوصول الى مرحلة تزيل فيها عن الجماعة كل ما لحق بها من إجراءات قانونية خلال العامين الاخيرين.
٣- وتأمل الجماعة ان تعيد فتح قنوات الاتصال من خلال نوابها مع الجهات الرسمية أولها الحكومة التي ستتعامل معهم بحكم العمل البرلماني لكن الأمل فتح قنوات اتصال مع الجهات الامنية والطموح اعادة التواصل مع مؤسسه الحكم، وهي قنوات خسرتها الجماعة خلال الأعوام الماضية نتيجة مواقفها تجاه الدولة.
٤-ماهو مؤكد ان خطاب الجماعة الذي كنّا جميعا نسمعه في مرحلة الحراك والذي وصل الى حد المطالبة بتعديلات دستورية تمس صلاحيات جلاله الملك، هذا الخطاب سيختفي لكنه اختفاء تفرضه حالة الضعف وليس القناعة، وسيكون الخطاب اكثر هدوءاً، وسيكون الهدف مزيدا من الشعبية عبر جلسات الثقة والموازنة ومتابعة القضايا الشعبية، وايضاً محاولة فتح أبواب التواصل لقيادة الجماعة من خلال النواب مع مؤسسات الدوله المختلفة .
٥- اما الترشح لرئاسة المجلس فأظنه ليس خيارا للجماعة لكنه استحقاق التحالف مع نواب من فير الاخوان وتحديدا عبدالله العكايلة، ولو كان القرار إخوانيا لذهبوا الى صفقة يحصلون فيها على عضو في المكتب الدائم لأنهم يدركون انها معركة خاسرة بحكم تركيبة المجلس، وأنهم من اصغر الكتل عددا، لكن البحث عن مكسب سيكون في الجولة الثانية.
خطاب خدماتي شعبي صاخب في البرلمان لكسب تعاطف الناس ورضاهم، وتعامل سياسي بسقف منخفض لفتح أبواب التواصل مع الدولة واعادة رسم صورة الجماعة المعتدلة لدى اصحاب القرار والغاء دور الجماعة المرخصه وزمزم ،هذا ماقد نشاهده في اداء نواب الجماعة في البرلمان فهل سينجحون في تحقيق ما يريدون!