سنستمر في طريق الحرية والكرامة
طارق مصاروة
18-10-2016 12:26 AM
في الوقت الذي يأخذ فيه بلدنا هذا الحجم من التقدير الدولي، ويملأ فيه قائد الوطن الافق الانساني بتعاطفه مع شعبه، وفهمه العميق للمرحلة التاريخية ومتطلبات الاصلاح، نجد في بلدنا من يدفع الأطفال الى حرق كتبهم المدرسية، وملء الشارع بشعارات ماتت، واحزاب سقطت هياكلها الكرتونية – امام عاصفة التدخل الاقليمي والدولي، وسقطت كيانات شقيقة كنا نتصور انها «بروسيا العرب»، و»قلب العروبة النابض».
- في الاخبار، ان الاردن كان وراء قرارات اليونسكو في شأن القدس واقداسها، والاستيطان وغيره. الى جانب روسيا والصين واكثرية الدول العربية والافريقية واميركا الجنوبية.
- وفي الاخبار ان احترام العالم لبلدنا تقرر عاليا بتسمية محافظ البنك المركزي الاردني الدكتور زياد فريز افضل محافظ، ورفعه الى رئاسة مجلس الادارة في البنك وصندوق النقد الدولي.
- وفي الاخبار ان مدراء الدرك في أوروبا وحوض المتوسط قرروا انتخاب المدير الاردني قائدا عاما لوحدات الدرك في هذا الجزء المهم من العالم.
- وفي الأخبار ان وزير الخارجية الاردني كان على طاولة المؤتمر حول سوريا في لوزان سويسرا، باعتبار الاردن قوة مؤثرة الى جانب الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وايران ومصر والسعودية في الصراع على سوريا.. باعتباره الطرف الذي لا يشارك في الحرب.. وانما في الجهد السياسي للحل السلمي.
ونقول: في الوقت الذي يبرز فيه بلدنا على المسرح الاقليمي والدولي، ويتعمق فيه الاصلاح الداخلي في اتجاه الديمقراطية وحقوق الانسان وكرامته: تشهد شوارع بلدنا كل هذا التبخيس في قيمة الوطن، وكل هذا التشويه في وجهه الجميل.
- لماذا؟
لأن هناك تجديداً في مناهج الصفوف الابتدائية يريد القادمون من عصور الظلام وصمه على انه خروج على الاسلام والمِلّة.
ولان الاردن يحاول التقليل من ثقل فاتورة الطاقة على مواطننا، ولو حساب افلاس شركة الكهرباء التي بلغت ديونها اربعة مليارات دينار. بتنويع مصادر الطاقة: الغاز السائل، ومنتج الشمس والرياح، والصخر الزيتي، والمفاعل النووي باضافة غاز المتوسط الذي تنتجه نوبل انيرجي الأميركية.
- لماذا الغضب المفتعل؟
لان هناك من يحول هذا الغاز إلى غاز إسرائيلي ويجعل منه احتلالاً للأردن، وهم يعرفون ان النفط المستهلك في غزة والضفة، والكهرباء التي تصل بيوت ومصانع الفلسطينيين هي كهرباء إسرائيلية، ويعرفون أيضاً ان قطر وإيران تبرعتا لغزة بالنفط والغاز الذي لم يصل أبداً. ويعرفون أن سند حماس والاخوان، تركيا تفاوض اسرائيل لشراء الغاز من الحقل الاسرائيلي ومده الى اوروبا عبر تركيا الى اوروبا. وهكذا فالغاز لا يحتل فلسطين وانما الجيش الاسرائيلي.
هذا التبخيس ببلدنا، وجلده، وتشويه وجهه الجميل صار دين وديدن الجماعات ذاتها التي تاجرت بالقومية العربية، ووضعت نفسها في مواجهة الاردن ونظامه خدمة للديكتاتوريات التي هزمت الأمة، ولفئات مسلحة رفعت السلاح في وجه الاردن وجيشه وامنه.. وانهزمت وما تزال تتاجر بالحقد.. والضغائن. مثل الجماعات المتاجرة بالدين، فصارت بمعرفتها او بدون معرفتها امتداداً لداعش وايران الخمينية.
ونعود نقول: الاردن اكبر من حقدكم التاريخي والاردن هزمكم. وهو مصمم على طريق التحضّر والديمقراطية والحرية. وموتوا بغيظكم.
الراي