فمن تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، إلى بعض الصحف أو الكتاب أو أصحاب مراكز الدراسات الأمريكية تشير بصورة مباشرة وغير مباشرة أحيانا إلى تفاهمات إسرائيلية – أمريكية أو إلى تفاهمات إسرائيلية - فلسطينية مزعومة تقول بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن للتخلص من حق العودة وإزاحته من طريق عملية السلام وتسهيل التوصل إلى اتفاق فلسطيني – إسرائيلي بإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة العبرية.

وتتزامن هذه الأحاديث والتصريحات مع شائعات جديدة تزعم بان الرئيس الفلسطيني طلب من جلالة الملك الموافقة على توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن.. وهو كلام نفته القيادتان الأردنية والفلسطينية في آن واحد.

وتتزامن كذلك مع تصريح لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي فازت بزعامة حزب كاديما والمرشحة لتشكيل حكومة ائتلاف إسرائيلية تطالب فيه بإقصاء المواطنين العرب من ارض الـ "1948" إلى خارج إسرائيل لتصبح هذه "الاسرائيل" دولة يهودية مائة بالمائة. وذلك انطلاقا من سياسة إسرائيل العنصرية التي مارستها منذ نشوئها حتى اليوم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.. حيث مارست سياسة القتل والتنكيل والحصار والتجويع ومنع عناصر الحياة من الوصول إلى أبناء فلسطين في قطاع غزة أملا في اضطرارهم للهجرة إلى خارج فلسطين.

إن الاردن يتعرض منذ عقود إلى حملة إسرائيلية وغربية متصهينة على أمل تحويله إلى كيان وظيفي وخدمي موظف في خدمة المخططات الإسرائيلية، ولن ينسى الشعب الأردني أيام الحصار العصيبة التي فرضت عليه لمجرد انه رفض العدوان الأمريكي الأول على العراق الشقيق، ورفض المشاركة بجميع أشكالها في هذا العدوان الفاشي غير المبرر.

قد تكون الشائعات بتوطين الأشقاء اللاجئين الفلسطينيين في الاردن لمجرد جس النبض ولمعرفة حقيقة الموقف الأردني الرسمي والشعبي..علما بأن جلالة الملك وهو يعلن المرة تلو الأخرى تأييده وتضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني قد أعلن بصراحة ووضوح شديدين رفض الاردن للكونفدرالية أو الفدرالية مع فلسطين إلا عندما تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعندها يكون لكل حادث حديث.

هناك كلام عن أن الإدارة الأمريكية الحالية والحزب الجمهوري الأمريكي بزعامة جون ماكين تؤيد توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن.. بل وان هذا الكلام يشي بأبعد من ذلك.. حيث يشي بان الإدارة الأمريكية موافقة على أن يكون الاردن الوطن البديل!!

على أية حال مهما كانت نوايا إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية ومعها حليفاتها من الاتحاد الأوروبي، أو معها متواطئون فلسطينيون أو أردنيون أو عرب لتوطين اللاجئين في الاردن أو تحويله إلى وطن بديل، فان هكذا نوايا خبيثة ستظل مجرد حلم غير قابل للتحقق.. أو وهم يتبدد على صخرة صمود الاردن بشعبه وبجميع قواه وفعالياته السياسة والاجتماعية الحرة.. وهكذا مؤامرة لن تمر ولن ترى النور أبدا، ناهيك عن أن الشعب الفلسطيني متمسك بقوة بحق العودة..

فالأردن الذي تصدى للمؤامرة تلو المؤامرة وانتصر عليها جميعا لديه الإرادة الحرة ومضاء العزيمة لإجهاض هكذا أحلام مريضة.. وسيظل الاردن منيعا وعصيا على أية محاولات تآمرية خبيثة.

نعرف أن هناك نفرا يتعاطون السياسة يرحبون بكل جوارحهم بفكرة أو بمؤامرة توطين اللاجئين الفلسطينيين من معظم مناطق الشتات في الاردن، بل ويهتفون لهكذا توجه خبيث ضد فلسطين قبل أن يكون ضد الاردن، مراهنين على دور أمريكي – أوروبي في تحقيق هكذا توجه.

ولكن هيهات أن تتحقق هكذا مؤامرة، فالشعب الفلسطيني بجميع فعالياته السياسية والاجتماعية متعاونا مع الشعب الأردني سيجهض هذا التوجه الخبيث.