الزميل المحترم الاستاذ جرير مرقة يعمل مديرا عاما لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون .. مبروك وان كان كانت متأخرة ,, ولكن هذا لايعني أن يصبح حال التلفزيون مرقة أيضا , ففي اللهجة العامية يقال للشيء مرقة اذا كان غير متماسك وسهل الاندلاق , ويشبه الرجل ب ( مرقة ) اذا كان غير قادر على الوقوف على ساقيه من شدة التعب أو من الوهن , ويمكن مجازا تشبيه مواقف أنسان ما بالمرقة ( الحساء ) لأنها تأخذ شكل الوعاء الذي توضع فيه بمعنى أن ليس لذلك الشخص موقف خاص به وانما يتخذ الموقف الذي يراد له دون تبديل أو تغيير .

أنا هنا لاأقصد مطلقا الاساءة الى شخص الزميل العزيز جرير مرقة وانما أريد أن أقول له أن التلفزيون الاردني أصبح فعلا مرقة لايسمن ولا يغني من جوع , فلا حرية أعلامية في التلفزيون الا في التفاهات والمسخرة التي تعرضها بعض البرامج وخاصة البرنامج الاعلاني ( رمضان معنا أحلى ) الذي هو أستغلال رخيص لأسم رمضان المبارك لجلب دعايات وأستدراج مشاهدين ....فرمضان مع المرقة أحلى .

لم أكن أحب أبدا أن أكتب عن التلفزيون الاردني حتى لايطلع علي متحاذق فيقول قد كنت تعد وتقدم برنامج ( شؤون صحفية ) فاشلا قبل سنوات ولذلك أنت غاضب اذ لم يجدد برنامجك , ولم أحب أن أنتقد الزميل جرير لأنني كنت أظنه أعلاميا متنورا حتى وجدته ينتصر لتاجر مخالف فينحاز الى صف المستغلين لقوت الشعب ويعاقب الاعلامي الذكي عبد الوهاب الطراونة بدل مكافأته . الطراونة يكشف بالصورة مستودعا للمواد الغذائية مخالف لشروط التخزين ,, يعني فساد وغش تجاري , فيسبقه التاجر الى مدير التلفزيون ليجد الطراونه قرارا بتوقيفه عن العمل في البرنامج !! .

هل هو تلفزيون عائلة مرقة أم تلفزيون المملكة الاردنية الهاشمية ؟؟ هل مدير عام التلفزيون يسرح بأملاك الذين خلفوه ويطرد من الرعاة والعاملين وفق هواه وخاطره ووفق رغبات التجار المخالفين أم وفق قانون وأعراف أعلامية ومصالح وطنية ؟؟ . في الانظمة الوظيفية ينبغي تشكيل لجنة تحقيق مستقلة عن المدير للنظر في المخالفة التي أرتكبها الطراونة لتبرير وقفه عن البرنامج فاذا ما أدانته اللجنة ونسبت بفرض عقوبة أدارية بحقه كان له الحق باللجوء الى الطعن القضائي بالقرار الصادر نتيجة التنسيب ..

هذه هي العدالة وتلك هي المؤسسية , أما وقد أحاول مرقة أن يشتد فقد أندلق مشوها ثوب الشفافية والعدالة والحريات الاعلامية . لايجوز أن يسكت الاعلاميون والكتاب عن ما حدث وينبغي أن يشكل مجلس الوزراء لجنة للتحقيق مع مرقة ومع الطراونة حتى يتبين المخطىء وينال عقوبته , أما أن نكون كمواطنين ومستهلكين طعما سهلا للتجار من أجل عيون ورغبات مدير التلفزيون فهذا لايحدث الا في الدول العسكرية الفاسدة .