خبير عسكري عراقي: حرب عالمية في الموصل
17-10-2016 11:28 AM
عمون – لقمان إسكندر - وصف الخبير العسكري العراقي اللواء زنون يونس ما يجري اليوم في الموصل أنه صراع إرادات دولية سيكون الخاسر الأكبر فيها "رأس الشعب العراقي"، واصفا المعركة "بالعالمية في المدينة التي حُشدت من أجلها كل قوة في العالم".
وقال في تصريح خاص لـ "عمون": ما يميز الموصل وجود قادة الجيش العراقي السابق، الذين شاركوا في هزيمة إيران"، مشيرا إلى أن الإيرانيين يريدون الانتقام من هزائمهم على يد العراقيين في حرب الثماني سنوات.
وأوضح أن 80% من عناصر الفرقة الذهبية ومكافحة الإرهاب في الجيش العراقي هم من المليشيات الإيرانية، فيما ينتسب عناصر الشرطة الاتحادية إلى مليشيا عصائب الحق، لافتا إلى أن مشاركة 95 مليشسيا في المعركة بإدارة مباشرة من "الاطلاعات" الايرانية وهو ما يعني دمار الموصل.
مخاوف من مجازر الحشد الطائفي
من أجل ذلك حذر اللواء يونس أن الحشد الشعبي الطائفي سيدخل الموصل ويرتكب جرائم عنيفة كما سبق وفعل في الفلوجة والرمادي وجرف الصخر.
واستشهد الخبير العسكري الإيراني بتصريح قيس الخزعلي زعيم مليشيا عصائب أهل الحق وهي إحدى فصائل مليشيات الحشد الشعبي في العراق عندما قال: إن معركة تحرير الموصل "ستكون انتقاما وثأرا من قتلة الحسين، لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد"، ما يؤكد أن المعركة طائفية بامتياز.
حلب – الموصل .. المعركة واحدة
وأشار اللواء يونس أن مأساة الموصل تذكر شعوب المنطقة بما يجري الآن في مدينة حلب السورية، وقال: "المعركة واحدة، والرأس المطلوب الإطاحة به هو نفسه"، محملا المسؤولية لكل ما يجري للولايات المتحدة الامريكية.
وقال: في الموصل معركة عالمية حشدت لها كل قوة في العالم، وستستخدم فيها أكثر من مائة طائرة من أحدث الطائرات تكنولوجيًا، إضافة إلى المدفعية الكبيرة جدا التي سيستخدمها الفرنسيين هناك، ما يعني أننا أمام خسائر كبيرة بين المدنيين.
معركة غير متكافئة
ووصف اللواء يونس المعركة بغير المتكافئة. وقال: بينما يضم التحالف الدولي 86 دولة، يوجد في الموصل ما بين 5 الاف – 7 آلاف عنصر من داعش، سيفرون إلى سوريا في حال رأوا أنهم سيهزمون، ثم سيتركون أهالي الموصل يلقون مصيرهم.
وعن دور البشمركة الكردية قال: دورها انتهت في القاطع الشمالي بعد أن احتلوا 7 قرى لا يوجد فيها أي عنصر من عناصر داعش، وذلك لأن داعش لا يقاتل في الأمكان المكشوفة، وهم الآن على بعد 15 كم عن مدينة الموصل.
الاطلاعات الإيرانية
ونوه إلى أن الدور الايراني في المعركة أكبر من الدور العراقي، مشيرا الى وجود غرفة عمليات تضم مستشارين امريكان وايرانيين وبتوجيه وادارة من الاطلاعات "المخابرات" الايرانية.
وأشار إلى أن الموصل تتعرض منذ 15 يوم لقصف عنيف يضرب كل البنية التحتية، بحيث لم يبق في المدينة أي بنية تحتية، مشيرا إلى أن آخر الضربات كانت لجسر الحرية الذي يعتبر أعرق جسر في العراق وراح ضحية الضربة أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
وأكد في هذا الصدد ان ما يصل العالم مما يجري في الموصل الان شيء يسير ولا يكاد يذكر.
خيارات داعش
وحول خيارات تنظيم داعش، قال: اعتدنا على عناصر التنظيم الانسحاب أمام مثل هذه المعارك للحفاظ على قوتها، كما فعلت في الفلوجة والرمادي، مشيرا إلى أن المعركة الحقيقة ستكون داخل المدينة في حرب شوارع، لكن إذا ما وجد تنيظم داعش نفسه محرجا، ومعرض للهزيمة سينحسب باتجاه سوريا، أما إذا ما قرر القتال، فإن المعركة ستطول، وهذا ليس في صالح المدينة بشريا وسكانيا وخدميا.
وقال إن الموصل يسكنها الان 4 ملايين نسمة مليونين سكان المدينة والباقي نزح من جرف الصخر وصلاح الدين والفلوجة باتجاه المدينة، لافتا إلى أن التحالف سيعتمد على سياسية الارض المحروقة كما فعل في الانبار.
ارتفاع صوت الاتراك
وعن ارتفاع صوت الأتراك للمشاركة في المعركة قال: إن الاتراك يشعرون بالخطر من ساحتي العراق وسوريا خاصة من جانب منطقة تل اعفر التي يسكنها 85 % من السنة التركمان. وقال: في حال احتلال الاكراد للمنطقة ستتحول الى سكين في الخاصرة التركية، وهذا ما لا تريده انقرة، من أجل ذلك تحاول لعب دور لإعادة التوازن الاقليمي في العراق.