لن تسكت أميركا هذه المرة أبدا , وستضرب نوعيا وقريبا جدا في سورية واليمن , فلقد تمرغت كرامتها بوضوح في ظل الإستئساد الروسي المتصاعد في المنطقه , إلى حد تجرؤ حتى الحوثيين على بحريتها وجنودها في مياه الخليج العربي ! .
الضعف البين الذي مارسه الرئيس " اوباما " , هو السبب ليس في نظرنا نحن العرب فقط , وإنما في نظر مختلف مستويات الإدارة الاميركية ذاتها , وهو ضعف ما زال ماثلا لدى رئيس يريد تسيير ما تبقى من ولايته , دون ان يكون سببا في إراقة قطرة دم اميركية خارج حدود أميركا .
هذا واقع إستثمره الروس والإيرانيون إلى أبعد حد , خلافا لمقتضيات الكرامة الأميركية على الأقل , أما كرامتنا نحن العرب , فليست ذات شأن في نظر أحد في هذا العالم ! .
لا علينا , الحرب ستتسع اكثر , واميركا ستدخلها أكثر نوعيا , وقد تتطور الامور إلى تدخل إسرائيلي من نوع ما , ولا أحد بمقدوره التنبؤ بمآلات المستقبل الوشيك وما ينطوي عليه من مخاطر علينا وعلى المنطقة كلها ! .
يحدث كل هذا بتسارع مذهل , ونحن الاردنيين , منشغلون تماما بمسائل داخلية لا علاقة لها بالخطر الداهم الذي يقترب منا حثيثا , دون أن نسمع أحدا ينبس ولو بكلمة تحذير من هذا الخطر المرعب , فالجميع , الرسميون والمواطنون , منخرطون في حديث الغاز والمناهج وتقاسم المناصب بين سعيد بما إقتنص منها , وناقم على من تقاسموها لهم ولأقاربهم ومقربيهم , كما لو كان البلد , تركة لهم وحدهم دون غيرهم ! .
لا علينا أيضا , فنحن غلابى الشعب نستشعر الخطر أكثر من سوانا , ونرى أن لهيب النار المستعرة في الجوار , آخذ في الإقتراب منا سريعا , ولا ندري ماذا سيكون عليه الحال , فالكبار المتصارعون على جيف العرب , يشحذون سكاكينهم ونكاد نسمع صليل سيوفهم حتى في نومنا هذا الأوان .
وبرغم ذلك , فالإحتجاجات مستمرة في مدارسنا وشوارعنا ضد المناهج والغاز وسوى ذلك , ولا شان لنا لا رسميا ولا شعبيا بما يدور من كوارث قرب أقدامنا , وكلنا نعرف , أن " شتوة " غزيرة تضعنا جميعا في حيص بيص , بحثا عن خبز وغاز وكاز وما شابه , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
بصراحة , هذا الحال لا يبعث على طمأنينة أبدا , ولا بد من التحوط وتدارس الاوضاع مليا قبل فوات الأوان , والجميع مطالبون وطنيا وأدبيا وحتى إنسانيا بذلك , رسميين ومواطنين معا .
أما من إستمرأوا عبر التاريخ التضحية بمصالحنا الوطنية تحت وطاة عروبتنا الطاغية , فهم مدعوون اليوم لأن يتقوا الله في هذا البلد الذي كان وما زال , في طليعة المضحين من أجل أمة يبحث كل قطر فيها , عن مصالحه وحده , وليس لنا في حساباته أي إعتبار ! . المنطقة اليوم ونحن منها وفي صلبها , مهددة بخطر كبير مرعب ليس للعرب دور أو رأي فيه , فهل نصحوا ونتنبه ونحاول تجنب الكارثه , نرجو ذلك . الله سبحانه من وراء القصد