صباح عربي اصيل...فأنا في كل صباح اجيب بدموعي على ما اصاب وطننا العربي... ألم يفهم من يقرأ صفحتي بأن ألمي على مصاب عروبتنا جعل جدولا من مياه النيل يسكب مياهه في شرايين جسدي مع دمائى... فاصبحت متيما بمصر و مدنها ودموع اهلها التي تذرفها العيون الباكية والباحثة عن شعاع شمس الصباح...لتغسل كحلها الحزين بقليل من الرجاء و الأمل...
ألم يفهم من يقرأ صفحتي بأن هنالك ارزة لبنانية تخفق مكان قلبي منذ حداثتي... فزرعها حبي لموطن امي ليصبح لبنان كيانا في داخلي يشكل هويتي العربية.. فهبة الرحمن لي ان يصبح موطن فيروز قلبي الذي يبعث في شراييني نيلا مصريا من الدماء التي تحييني...
جبلة جسدي عربية وعين من عينيَّ على خليج عشت سني شبابي المبكر في ربوعه العامرة... وفي لحظات حزني تعتصر ارزة لبنان في صدري ألما...فيتحول النيل من دمائي الى دمعا في عيناي على الحروب و المذابح في العراق وسوريا وليبيا واليمن...
ألم يفهم الذي يقرأ صفحتي انني اردني قومي ابكي مصاب امتي العربية و هي بين انياب الحروب فتنوح روحي على الشهداء الذين تساقطت اوراق حياتهم كورق الشجر في خريف محزن وعاصف وتناثرت ارواحهم في جلد الرحمن كنجوم الليالي ورصعت جنان الرحمن بوجودها الطاهر... لتبقى اصواتها الباكية في الاحياء التي تركتها وراءها و غادرتها... فلم يبق من بعض المدن العربية الا الخراب و التراب وبخور الشهادة و الأمل... وغصن الزيتون الذي جاء به الطائر لنوح بعد الطوفان ليشعر بأن اليبس ظهر من جديد بعد الطوفان الكاسر...فهل هنالك غصن زيتون ليعود لنا الأمل من جديد؟
يا ارزة لبنان في قلبي تخفق نيلا مصريا في جبلة جسدي الاردنية...فروحي هي القومية العربية...فمع رشفات قهوة الصباح هذه ستطفو صورة فيروز الجميلة بخارا على وجهها لتذكرني بأن الامل موجود و بأننا كعرب باقون في ارضنا... فصوتها العذب يغازل ارزة لبنان في قلبي و هي تغني اعطني الناي وغني... فالغنا سر الوجود... اريد لهذا الناي ان يعزف على ضفاف النيل الحانه حبا بالوطن العربي...فمع كل رشفة اصيلة ستبقى روحي عربية اردنية مسيحية اصيلة.