كنا طلابا , ونعرف كيف يقضي الطالب وقته على طول العام الدراسي ونعرف كيف يقضي المعلم وقته على طول العام الدراسي أيضا .
أعجبني مقال لكاتبة مصرية إستعانت بمقولة ل روبرت فيرست ,وهو شاعر أميركي عمل في التدريس ويعتبر من أهم الشعراء باللغة الإنجليزية قال أن “التعليم أن تبقى حتى تفهم”
في المقالة تذكر الكاتبة أنه بدءا من مرحلتي الابتدائية والإعدادية 7 سنوات ، بما يعادل 65 شهرا، و 1680 يوما ومن دون العطل وهي طويلة نسبيا في الأردن المفترض أن الطالب يدرس ثمانية ألاف ساعة في دراسة مقررات لم تسفر عن شيء وأن مجرد التفكير في العمر الذى انقضى ولم يفض الى إبداعات مثل تلك التي قادت الى إختراع الذرة والكهرباء والطباعة وفيسبوك وتويتر حتى لو كان معدل الثانوية العامة 94% كل ذلك لم ينفع في شيء الا الفوز بجائزة هي وظيفة روتينية ومكتب يمسك بك حتى سن التقاعد وأنت تقلب أوراقا لا معنى لها هي معاملات لا زالت تتم يدويا .
بعيدا عما نقلته عن الكاتبة المصرية بتصرف , أجدني أطرح سؤالا غاية في الأهمية لعله يجيب عن سؤال مستوى التعليم في بلدنا ,, لماذا يحب الطلاب العطلة ؟.
• من علمني حرفا .
في معترك الجدل حول المناهج الجديدة وهي بالمناسبة جديدة كليا بمعنى أنها ليست معدلة , يبدو الحديث في تفاصيلها مثل خض الماء الذي لن يدر لبنا , وأظن أن الصديق الفاضل وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات يشاطرني هذا الرأي , وأفترض أنه قد قرر أن يتوقف عن الحديث في هذا الموضوع لأن كل ما ينبغي قوله قد قيل فمن أراد أن يتوصل الى قناعة بإعمال العقل لا الهوى هو جدير بالنقاش , لكن من يريد أن يمعن في الجدل الذي لا يصل الى شيء فهذا شأنه .
القصة لا تتعلق بشطب إسم ذي دلالة هنا أو إضافة فقرة ليست ذات دلالة هناك ولا بنقل أية كريمة لتخدم غرضا في درس هناك لم تكن تؤدي الى ذات الغرض عندما كانت هناك , القضية ليست المناهج يا سادة ولو كان الأمر كذلك لطلبنا ,ايدنا وشددنا على يد من يطالب بجعل كل المناهج بما فيها الفيزياء والكيمياء والرياضيات تقوم على ما يطالب هؤلاء بأن تقوم عليه , القصة تكمن في العقول .
هذا المعلم الذي يحرض طلابه على حرق الكتب ويدفعهم الى تعطيل العملية الدراسية , لا يريد أن يتجاوب مع المناهج الجديدة , وهو ليس ذنبه , فما تلقاه عبر سنوات تعليمه هو ظل في حدود قالب معين لا يغادره , فهو لم يمارس مثلا التعليم بإطلاق التفكير والبحث ولم يكن يتقن تحريك زر البحث ليجد معلومة هنا وأخرى هناك تخدم المادة التي يدرسها ولم يعتد الإطلاع على أكثر من رأي ونظرية حول فكرة أو مقرر , فقد ظل أو أبقي جامدا عندها لم يغادرها كما وردت من أساتذة وضعوا مناهج على ذات الأسس التي سار عليها صاحبنا.
لو أن المناهج تغيرت ألف مرة ولو أن المناهج وافقت الرغبات والأهواء التي تزعم بأن ثقافة الأمة قد قوضت وأن دينها مهدد , فلا فائدة ما دام المعلم يصر على ممارسة قناعاته داخل الحصة بتلقين الطلبة ما يعتقده صوابا وبملء عقولهم الطرية بقناعات لم ير لها بديلا ولظل يحشو أدمغة تلاميذه بما كان سلفه قد حشا دماغه به .
القصة ليست المناهج بل في العقول التي تفسر هذه المناهج , وفي العقول التي تتلقاها .
الراي