جدلية المشهد الأردني بعد توسد الحق الدستوري
فيصل تايه
10-10-2016 10:53 PM
ما يميز المشهد الأردني القادم من تطورات بعد اكتمال الحق الدستوري المتمثل في إعادة تشكيل السلطتين التشريعية والتنفيذية غاية في الأهمية ، لما سيشهده من حراك حاسم مرتقب في كيفية تدبير الشؤون المتعسرة على كافه الاصعده في جدلية حتمية تتطلبها طبيعة المرحلة القادمة والتي تعني بالحتمية النظرة الواقعية نحو مستقبل واعد ينظر له الأردنيون من مختلف ألوانهم وأطيافهم على أمل النهوض بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية القائمة بحس من المسؤولية وبنظرة شمولية واعدة ترقى إلى طموح الجميع قيادة ومواطنين ، نظرة يميزها طابع تكتنفه الإرادة القوية في التعاطي مع القرارات التي تتطلب الجرأة والموضوعية إضافة إلى المزيد من البذل والعطاء والقدرة على التفاعل مع جميع أركان مجتمعنا الأردني الواحد المتعطش باستمرار لمزيد من روح العمل المسؤول لوضع الحلول الجذرية للكثير من القضايا والهموم التي تعترض مسيرة العطاء ، وبطبيعة الحال الوصول إلى الارتقاء بالشأن العام وتحديث النمطية التقليدية المملة التي تدير مصالح الوطن والمواطنين اقتصادياً واجتماعيا وسياسياُ ..
إن ما يجب أن يكون إيجابي وجوهري في الجدلية القائمة هو ضرورة إبرازها لوضعية سياسية واقتصادية واجتماعية منتظرة لطالما طمحنا أن تكون على درجة مسؤولة وبشكل يرمم الحقبة الزمنية المنقضية بكل إرهاصاتها ، متمنين أن يوحي المشهد التالي بالخير ، خاصة أن كل شئ جديد ( الحكومة والنواب والأعيان ) فالمهم أن تكون بوادر الخير قادمة لا محالة من أصحاب المعالي والسعادة النواب والأعيان إضافة إلى الطاقم الوزاري الحديث برئاسة دولة الدكتور هاني الملقي ولو ان الوجوه قد تكرر الكثير منها ، ولكن دعونا نرتقب ماذا في جعبتها فالجميع يتمنى طابع حياتي ومعيشي جديد يشعر به كل الأردنيين من كل حدب وصوب ، ما يتطلب بالضرورة في واقع المشهد الأردني التالي أن لا يكون هناك أي خلاف أو تنافر دراماتيكي فعلي بين المتسابقين لخدمة قضايا الوطن ، فلقد سئمنا المزايدات والمناظرات ، بل إن ما يفرضه الواقع الملموس لدى الجميع أن التوافق والانسجام ضرورة حتمية بين جميع المعنيين لإبراز الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث لن يكون هناك بديل عن الدافعية والعمل التوافقي الجاد الدؤوب والمخلص للنهوض بمختلف جوانب الحياة التي تخاطب واقعنا بمزيد من الإلحاح نحو إعادة بناء المصالح الوطنية نحو النمو والتطور ، مبتعدين عن أي تجاذبات ، بل ولا نريد أي جدال مع أي تيار مهما كان اتجاهه آو حتى أي تنافر أو تناحر فردي بين هذا وذاك ، فكلنا ننتمي إلى هذا النسيج المتآلف والمتحاب ، ولا نمتلك سوى أجندة الوطن ، وكل ما يتعلق بمصلحة الأردن العليا ، وكل من هو خارج هذا التفكير فهو ليس بأردني ونحن منه براء إلى يوم يبعثون ..
إن طبيعة المرحلة القادمة تتطلب اعتماد مبادئ واضحة وخطاب يتماشى والتطورات الحتمية والضرورية التي يشهدها الواقع في مختلف جوانبه الأردني والدولي .. بعيدا عن النكوص والركود أو العجز .. مع الابتعاد عن تشبث البعض بمواقفهم وأفكارهم ..وعدم إتاحة الفرصة للآخرين لحمل لأفكار التنموية ، بل ويجب أن يكون هناك مسؤوليات تشاركيه ونوعا من التمازج والاختلاط في جميع الأفكار النهضوية .. فالواقع يفرض نفسه .. والحقيقة لا يمكن نكرانها .. لذلك يجب أن تتجلى وتتوسد أفكار الجميع على تدبير الشأن العام وخاصة الاقتصادية والاجتماعية والمتعلقة بالمستوى المعيشي للمواطنين .. فالمواطن الأردني لا يهمه سوى الأعمال بخواتيمها الفعلية والتي تعود علية وعلى عائلته بالنفع كي يرقى إلى مستوى معقول من الحياة الكريمة ..فمن يتبنى هذه الأيدلوجية (فليشمر) عن ساعده ولا نريدان يقف من بعيد لبعيد موقف المنظر بأفكار تهبط العزيمة ، بل ومن الضرورة بمكان أن يتبنى الجميع سياسة تلامس مباشرة واقعنا وبكل همة ومسؤولية .
إننا ونحن نحفز هممنا للعمل سويا للرقي بمستوى معيشة الإنسان الأردني بعيدا عن المصلحة الفردية واحتلال المناصب والشخصنة والاستحواذ على الامتيازات ، فكلنا أردنيون ومن حقنا تقاسم جنى عرق جبيننا ، وإرساء المبادئ التي تربينا عليها في الوحدة والحرية والحياة الفضلى من خلال سياسة التقرب فيما بيننا والإنصات للجميع وإشراك الجميع ضمن سياسة تكافؤ الفرص في ولوج كل المجالات وجعل المواطن الأردني يشعر بأنه فاعل ومشارك ضروري كل حسب مؤهلاته .
إننا بالفعل بحاجة جادة إلى تغير مفاهيم كثيرة نحتاجها جميعا .. فمن أراد أن يمضي قدما في بناء الوطن فميدان العمل مفتوح للجميع ..ومن أراد أن يقف على قارعة الطريقة فذلك شأنه ، والمحطة النهائية التي نأمل أن نصل إليها عبر مسيرة الخير القادمة هي النهوض بالجميع نحو حياة كريمة يراها صاحب الجلالة باهتمام بالغ ، عندما سنعمل سويا على تدبير شأننا الداخلي بسواعد الرجال وبذلك يصبح من الواجب على الجميع شحذ الهمم والاستمرار في نهضه الوطن وفق المعطيات التي تقتضيها طبيعة المرحلة .
فلننكب جميعا على تحقيق ما هو مهم لتحقيق نماء الوطن والمواطن والتقدم والرخاء والازدهار والمنعة والقوة والكرامة وهو بكل بساطة عيش كريم قوامه : وطن للجميع .. أمن واستقرار.. مستقبل واعد للأجيال القادمة .. وعمل منتج .. واقتصاد تنافسي ..
وفقنا الله جميعا لما فيه خير أردننا و تقدمه وازدهاره .