على الذين يودون تصفية حسابات التوزيع المناصبي والمناطقي والعشائري ان يبتعدوا عن التكلم باسم الشعب وان يتوقفوا عن الاتجار بالقضايا الوطنية لان ذلك يضر اللحمة الوطنية ويشوه المطالَب العادلة لشعبنا بغالبيته.
شعبنا يريد حلولا ويريد التخلص من الزمرة الضالة الفاسدة وشعبنا يريد شفافية ويريد ان يتم احترامه لا تحقيره من الناطق باسم الحكومة وشلته ومن لف لفهم، شعبنا يريد عدالة اجتماعية ويريد تنمية حقيقية يلمس نتائجها، شعبنا يريد اناسا شرفاء ليس لهم مصالح اقتصادية ليديروا ملف الاقتصاد والتنمية، شعبنا يريد الأساسيات والحقوق المنصوص عليها دستوريا.
هنالك من يحاول الصعود على ظهر الهم الوطني في خضم الظروف بالغة الدقة والحساسية وهنالك من لديهم مشاكل ورغبات لم يتم تلبيتها وهؤلاء سوف يتخلون عن لهجتهم التصعيدية المنفعية بمجرد تلقيمهم موقعا قياديا او منصبا تنفيذيا او هيئة مستقلة وكل ذلك جزء من المسلسل المستمر منذ عقود بصعود المعارضات المؤقتة المرتبطة بمصالح أفراد وأشخاص وانتهائها بتلبية رغباتهم على حساب الوطن والشعب.
لقد ان الاوان ليكون للشعب كلمته الفصل وان لا يستمر الاتجار به من قبل النخب المعارضة وبنفس الوقت ان يتوقف احتقار الإرادة الشعبية من قبل الحكومات وصناع القرار والسياسات العامة.
على الحكومة ان تعي ان غياب الحوار مؤداه فوضى وترك الشارع لمن يريدون استغلاله لأجندات خاصة.
لا بد من وقفة جادة من اعلى مستويات القرار يتم من خلالها تجاوز الحلقة المباشرة المحيطة بالمرجعيات والتي طالما حجبت صورة الواقع وجملته كما في قصص الكرتون الخيالية وطالما استثمرت جراح الوطن وهمومه لتحقيق المكاسب لفئات النخبة او المستنخبين وصعدت على اكتاف الوطن والمواطنين، لا بد من الاستماع مباشرة الى جموع المواطنين او من اجمع عليهم الناس في اهليتهم للحديث باسمهم.
سنموت جميعا يوما ما ويبقى الوطن والأجيال من بعدنا وعندها سيحاكمنا الأبناء والأحفاد وسيكتبنا التاريخ مع الذين باعوا وطنهم ودينهم بدنياهم ومكاسبها ومغانمها ومع الأنانيين والانتهازيين والمنافقين.
حفظ الله وطننا من أعداء الداخل والخارج
والله خير الحافظين