العشيرة والأحزاب والانتخابات
خلف وادي الخوالدة
10-10-2016 10:52 AM
• العشيرة. منظومة اجتماعية سياسية. اقتصادية. ثقافية. علمية تعنى بكافة شؤون الحياة. وجدت منذ بدايات وجود الأمة العربية ومن خلالها كانت تصاغ وتدار كافة شؤون الحياة. تمتاز العشيرة بإلتزامها بالشرائع الدينية والقيم الاجتماعية والأعراف الحميدة المتوارثة من جيلٍ لآخر. ومع قيام الدولة المدنية أصبحت العشيرة الداعمة لدولة المؤسسات والقانون وصمام أمن وأمان الوطن تُعنى بحل النزاعات والخلافات ومحاولة عدم تفاقمها بدليل أن القضية التي تعصى على الإدارة العامة ويطول أمد البت فيها من قبل القضاء سرعان ما تنتهي من خلال لقاء وجهاء العشائر على فنجان من القهوة العربية عنوان الكرم والجود والصفح. ويكفي العشائر الأردنية فخراً أنهم أول من جهزوا المقاومين ودعموا المجاهدين وضحوا بالغالي والنفيس لمقاومة العصابات الصهونية منذ بدايات غزوها لجزءٍ من بلادهم بلاد الشام قبل تجزئتها وعن جزء من مملكتهم الأردنية الهاشمية غربي النهر قبل كارثة/ 67. ولا يكاد يخلو شبراً واحداً من ثرى فلسطين إلا وخضّب بالدماء الزكية لبواسل الجيش العربي (أبناء العشائر الأردنية) وقدموا جحافل الشهداء بالإضافة لجهودهم المتميزة في إعادة الأمن والأمان وتقديم العون والمساعدة للشعوب الأخرى التي تعرضت بلادها لفقدان نعمة الأمن والأمان.
• مع غياب الأحزاب الفاعلة التي تفتقر إلى أدنى متطلبات البرامج السياسية الهادفة وتقديم برامج وطنية مجدية تقنع المواطن الأردني ومع كثرة وبعثرة هذه الأحزاب التي أتحدى أن تندمج ضمن حزبين أو ثلاثة أسوةً بالشعوب المتحضرة. على ضوء ذلك اختار أبناء العشائر نواباً من أبنائهم تتوفر لديهم النزاهة والكفاءة والخبرات التراكمية المتميزة في جميع أوجه الحياة. وهنالك البعض من أبناء العشائر ممن ترشحوا خارج مناطقهم العشائرية وحصلوا على أعلى الأصوات مما يثبت عكس ما يصفهم البعض بالقبلية والعصبية والجهوية. وبعكس بعض المتمترسين في الصالونات السياسية الذين لا يعرف بعضهم التاريخ المجيد لهذا الوطن ولا يعرف ولو عدد محدود من أسماء البناة الأوائل أو اسم جزئية من جغرافية الوطن خارج مناطق سكناهم في قصورهم الفارهة وشركاتهم العملاقة وأرصدتهم خارج الوطن.
• رغم كل الجهود الخيّرة والمواقف المشرفة لأبناء العشائر الأردنية إلا أنه يظهر بين الحين والآخر بعض العلمانيين من أصحاب الأجندات الأجنبية يهاجمون العشيرة ويوصفونها بأوصاف لا تليق إلا بهم أنفسهم متجاهلين تاريخ وواقع ومواقف العشائر وما ذكره الحسين ابن طلال طيب الله ثراه في إحدى مذكراته " كان جدي رحمه الله، بدوياً متعطشاً للبداوة، حتى أنه كان ينصب بيت الشعر بين ردهات القصر، يستقبل أبناء شعبه ليتبادل معهم المشورة والرأي لما فيه خير الوطن والمواطن ". كذلك الحسين ابن طلال طيب الله ثراه الذي أوجد ديواناً خاصاً ومستشاريه للعشائر ترعى شؤونهم وتتواصل معهم، وها هو جلالة قائد الوطن حفظه الله ورعاه، يتنقل من خيمة في المخيمات إلى أخرى ومن بيت الشعر في الريف والبادية إلى آخر يتفقد أوضاعهم ويستمع لأرائهم ومطالبهم لأن الهاشميين ينتمون لأعرق عشيرة في التاريخ عشيرة " قريش".
• العشائر صمام أمن وأمان الوطن وأثبتت عبر تاريخ الوطن، أن الأمن يجب أن يكون قبل الغذاء والكساء والدواء لا بل كالأُكسجين لحياة الإنسان، مما دعاهم في مخيماتهم ومدنهم وقراهم وأريافهم وبواديهم للوقوف صفاً واحداً منيعاً ضد كل التحديات والمؤامرات والمزاودات التي حاول البعض من خلالها إشاعة الفوضى وإثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار عندما بدأ ما يسمى بالربيع لا بل الدمار العربي الذي نشاهد آثاره الكارثية من حولنا تلك الوقفات التي أبهرت العالم بأسره.
• نحن لا نزاود على أحد ولا نسمح لكائنٍ من كان أن يزاود على تاريخنا ومواقفنا لأننا لا نعرف ازدواجية الانتماء وإنما انتماؤنا للأردن الأعز والأغلى ولا نعرف ازدواجية الولاء وولائنا المطلق لقيادتنا الفذة الحكيمة من آل هاشمٍ الأطهار ولا نقف إلا في صف الوطن وخلف جيشنا الأبي وأجهزتنا الأمنية ليبقى بلدنا كما أرادته قيادتنا الفذة الحكيمة آمناً مستقراً ومهوى أفئدة العالم بأسره.
wadi1515@yahoo.com