الشباب الجامعي .. المعرفة قوة
د. عمر علي الخشمان
10-10-2016 10:41 AM
قال الله تعالى "﴿أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم﴾ صدق الله العظيم.
لقد كانت كلمة اقرأ أول ما نزل من كلام الله عز وجل على سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وأول أمر جاء بة الله لرسوله الكريم هو اقرأ , وهذا بيان وتنبيه من رب العالمين إلى أهمية القراءة في البعد التربوي والتعليمي والاستراتيجي الذي تلقيه القراءة في حياة الإفراد والمجتمعات الإنسانية.
إذا أردت أيها الشاب الجامعي الثقافة فعليك بالقراءة وإذا أردت المعرفة فاقرأ وإذا أردت إن تبني مخزونا من الخبرة العملية والعلمية في الحياة وتكون نموذجا مميزا فاقرأ, إذا أردت إن تشعر بالثقة بالنفس والاعتزاز بما لديك فعليك إن تقرا, وبالرغم من تعدد مصادر المعلومات الحديثة بعد التطور العلمي الهائل وما استطاعت إن تقدمة المواقع الالكترونية المختلفة الإعلامية وغيرها بالإضافة إلى وسائل الاتصال المتعددة, إلا إن القراءة لم تفقد مكانتها وأهميتها وأثرها في بناء المخزون المعرفي ودورها في بناء ثقافة الفرد سواء كانت العملية بجناحيها التعليمي والتعلمي.
إن المصدر الأساسي للبيانات والمعلومات هو الإنسان الذي يقوم بجمع المعلومات ومعرفة مصادرها بما هو موجود حوله, فالمعرفة هي مجموعة من الحقائق التي يحصل عليها الإنسان من خلال بحثه حسب طرق البحث العلمي أو من خلال تجاربه السابقة خاصة العلمية منها التي تراكمت لدية والتي توصله إلى درجة الخبرة, ومن ثم إلى تراكم سنوات الخبرة التي هي في النهاية تولد المعرفة وتكون حصيلة علاقات تبادلية وتكاملية من خلال سنوات الخبرة الطويلة.
إن القراءة تبني شخصية الفرد وتؤهله, ولكن هنا لابد من توجيه الشباب الجامعي إلى امتلاك مهارات القراءة الناقدة والتي تعتمد على درجة عالية من التميز بين ما يقبله العقل أو لا يتفق مع قيمة ومبادئه وان يستطيع إن يميز بين المفيد وبين ماهو غير مفيد.
الجامعات منارات العلم والمعرفة وموائل صنع القادة ورجال المستقبل, وذلك من خلال توفير الجو العلمي المتميز الذي يجد فيه الطالب مجالات عدة لاكتساب المعرفة والمهارات القيادية اللازمة لتنمية التفكير الإبداعي والتحليل العلمي المنطقي لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي, بالإضافة إلى اكتسابهم تقاليد وعادات التسامح واحترام الرأي والرأي الأخر, والحوار الهادف, والعمل بروح الفريق الواحد, والتركيز على التقنية العلمية الحديثة والتطبيق العلمي لتكون مخرجات التعليم ذات كفاءة وجودة عالية.