facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تقسيم المنطقة رأسياً وافقياً


د. سامي الرشيد
10-10-2016 09:52 AM

في عام 1975وبعد انتهاء حرب 1973 بسنتين بدأ العرب استخدام سلاح النفط كأداة ضغط سياسي للمطالبة بحقوقهم، وطالب الملك فيصل بن عبد العزيز باعادة القدس وانه يرغب بالصلاة في المسجد الاقصى، تم اغتياله ولم تحقق رغبته.

في تلك السنة صرح هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة تصريحا في دراسة قدمها امام احدى لجان الكونجرس الامريكي، انه يتعين على واشنطن ان تتبع استراتيجية طويلة الامد تعتمد في عناصرها على عدم السماح بأمرين:

الاول: عدم السماح للدول العربية مجتمعة أو منفردة بامكانية شن حرب هجومية على دولة اسرائيل.

الثاني : عدم قيام الدول العربية المنتجة للنفط منفردة او مجتمعة باستخدام سلاح النفط كسلاح سياسي للضغط على الادارة الامريكية

جاء ضمن افكار كيسنجر التي تسربت عقب هذه المحاضرة :ان تحقيق هذين الهدفين هو مساعدة الولايات المتحدة لكل قوى الاقليات المناطقية والمذهبية والدينية والعرقية،على التمرد والخروج على انظمة الحكم المركزية الاستبدادية،بحيث يتم تقسيم المنطقة رأسيا وأفقيا.

هذه العبارة هي السر الاكبر والجوهر الحقيقي للسياسة الامريكية للإدارات المتعاقبة منذ حرب تشرين اول 1973حتى الآن

كافة الادارات التي حكمت الولايات المتحدة سواء كانت جمهورية او ديموقراطية، اتفقت على تشجيع حالة من الفوضى المؤدية للتقسيم.

تشجع الولايات المتحدة الاقليات على القيام بالفوضى مثل البربر والامازيغ والتركمان والاكراد وفصائل من الشيعة،وقوى التشدد الاسلامي السني وجماعات متشددة في ليبيا والصومال وجنوب السودان وفصائل من الشيعة وقوى مثل الاخوان والنهضة والقاعدة.

تتهاوى الدولة المركزية في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال,وهناك مؤامرات على دول كبرى مثل مصر والسعودية والجزائر.

من قانون اللعبة التي وضعها كيسنجر ان يضرب العرب بالعرب والمسلمين بالمسلمين والسنة بالسنة، والمسلمين بالمسيحيين والسنة بالشيعة، وايضا من باب فرق تسد،هذا هو قانون اللعبة.

ان خلق حالة من سقوط السلطة ما يجعل ثروة العرب الكبرى من نفط وغاز مستباحة للنهب وبلا سعر،حتى ينخفض سعر البرميل لأدنى من 30 دولارا.

لكن لماذا يتم تنفيذ رغبة كيسنجر ويسكت عليها ونقوم بتقسيم انفسنا بأيدينا ؟
بدلا ان نلعن الظلام يجب ان نضئ شمعة.

حتى تتقدم الأمم وتطور المنتجات الحضارية التي يستمتعون بها يجب ان تستخدم الخيارات المتاحة امامهم ولو في اضيق الحدود دون لعن الموجود،ويتاح للبشرية فرصة رائعة لدفع الحياة خطوات نحو الامام اكثر رحابة واستمتاعا.

الظلام موجود حتى لو تم لعنه،لا حيلة لنا معه ولا سبيل لانهائه بالتصدي مباشرة له.

الخيارات المتاحة هي اضاءة شمعة ومن ضوء هذه الشمعه بدأ الظلام ينحسر وتتضاءل فرص وجوده رغم قوته الكاسحة أمام ضوء الشمعة.

التقدم يأتي كضوء شمعة وسط الظلام.

التقدم بالنقاط اكثر تأثيرا في حياتنا،بداية من حياتنا الشخصية وحياة المجتمع كاملة،ونلحظ ذلك في تقدم البشرية.

العلاج بالسحر والشعوذة لم يتم القضاء عليه دفعة واحدة،لكن حدث بالتقدم البطئ خطوة خطوة وباحراز تقدم صغير ينمو بالعمل عليه الى تقدم كبير وعظيم.

حتى مع احراز التقدم العلمي المتنامي،كضوء شمعة ما زال السحر والشعوذة مستمرين،لكنهما في اضيق الحدود وفي الخفاء بعدما كانا في العلن.
نقاد الحياة دعاة التغيير الراديكالي السريع هم غالبا فقراء فكروقليلو خبرة بما حققته من تطور نتيجة استخدام مقولة بدلا من ان تلعن الظلام أضئ شمعة،فهم يفضلون لعن الظلام حتى وان أضأنا شمعة،ولا يرون في حياتنا الا الظلام،واننا مقبلون على كوارث ما لم تتغير دفعة واحدة.
العالم يسبقنا بقرون ولا يدركون ان العالم المتقدم قد تقدم خطوة خطوة وهي سنة التقدم.
اذا اردنا فعلا تقدما حقيقيا علينا الانتباه وتشجيع التغيير البسيط.
يجب الا نتبع تعليمات الدول الكبرى التي تسعى الى تمزيقنا،ولا ننسى ان التطور يأتي بضوء شمعة او اي تغيير طفيف.
لذا لا بد من تبني مبادرة للتعاون الاقليمي في منطقتنا،فهي مهد الديانات ومنارة الحضارة الانسانية،التي باتت الآن متقطعة الاوصال،وفي حالة غير مسبوقة من التناحر والاحتراب بكلفة انسانية واقتصادية هائلة،وصدام شيعي سني يخطط له باتقان لتنساق وراءه دول المنطقة،لتقضي بيديها عما تبقى لها من كيانات ودول،وما تراكم لها من ثروات تهدر في سلسال لا ينقطع من المواجهات والحروب البينية.

نلاحظ كيف انتشلت القارة العجوز (اوروبا ) من ركام الماضي ومآسيه بعد الحرب العالمية الثانية لمنظومة تعاون واستقرار،استحقت بعدها اوروبا جائزة نوبل للسلام.

بنت اوروبا حلمها من خلال اطار مؤسسي هو منظمة الامن والتعاون الاوروبي ومؤسسات الاتحاد،ولكن سبق ذلك واسس له الاتفاق على القواعد والمبادئ الاساسية التي تحكم العلاقات بين دول القارة فيما عرف بمبادئ هلسنكي لعام 1975,وقادت مبادئ التعايش وحسن الجوار اوروبا لمرحلة غير مسبوقة من الاستقرار،ومكنتها من تجاوز مخاطر وآثار الحرب الباردة،ولعقود نهضت اقتصاديات القارة وحكمت العلاقات بين دولها مجموعة مبادئ مستقرة،ولما حدثت الازمة الاوكرانية وضمت روسيا شبه جزيرة القرم.اندفعت دبلوماسية القارة لتدعو للعودة لمبادئ هلسنكي واحترام قواعد اللعبة الاوروبية.

نحن في الشرق الاوسط من اشد الحاجة للاتفاق بين دولنا على مجموعة من المبادئ المستقرة،من احترام السيادة الوطنية،وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وبناء الثقة وسياسات لحسن الجوار،والتعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي وايجاد صلات وروابط بين البرلمانات والشعوب في المنطقة، والتعارف والتعريف بالثقافات وميزة التنوع الفكري والحضاري وصياغة هذا المستند الاقليمي
الجامع لأفكار التعايش بين دولنا وشعوبنا في لقاء جامع مع الدول الرئيسية في المنطقة العربية وتركيا وايران،ليخرج الاجتماع باعلان مبادئ للتعايش والتعاون والامن الاقليمي والرغبة في النهوض بدولنا وشعوبنا ومنطقتنا.

ناهيك ان العلاقات بين شعوب المنطقة تجمعها علاقات تاريخية وجغرافية ولغة ودين وهي اقرب لبعضها من مجموعة الدول الاوروبية التي مزقتها الحروب ثم تسابقت للوحدة والاستقرار والتقدم.

dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :