يُقال إنه في سبعينيات القرن الماضي، وعندما كانت الناس تزرع القمح والشعير في ربوع الاردن ، وبعد حصاد الموسم، كان الناس ينقلون محاصيلهم الى البيدر.
ولمن لا يعرف البيدر ، هو المكان الذي توضع فيه الحبوب بعد الحصاد، وكان البيدر يوضع على منطقة مرتفعة من الارض.
وكل مزارع يكون قد جهّز ونظّف لبيدره مكاناً، ثم يتم نقله على الدواب، ويدرسونه على الدواب أيضاً، ثم يذرّونه وبعد تجهيزه يُعبأ في شوالات من الخيش لتخزينه.
وفي تلك الأيام المباركة والنفوس الطيبة، والفرح يعم الجميع بالخير الذي رزقهم الله اياه، كان هناك شخص شيطاني الطباع وحقود القلب، ينظر الى محصول ابناء عمومته بعين الحاسد الجشع، كون محصوله اقل منهم ، وأضمر في نفسه اللئيمة أن يحرق بيدرهم.
وكان هناك بيادر كل أهل القرية، وفعلاً أشعل النار، لكنه بحقده نسي ان شرارة النار اذا اشتعلت ستأكل الأخضر واليابس ، وذلك ما كان ، حيث إمتدت النار من بيدر لبيدر حتى حرقت جميع البيادر ومنها بيدره وبيادر اخوته، وحاول اهل القرية إطفاءها إلا ان جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وخسر الجميع بيادرهم.
الان ، هذا حال الكثير عندنا، فالباحث عن المنصب يحاول أن يشعل النار بذلك البيدر، والحاقد يحاول ان يشعلها ، والراكض وراء الكرسي، والكثير من اصحاب المصالح الضيقة يسعون لإشعال النار بالبيدر ، ونسوا أو تناسوا أن بيدر الوطن هو الأهم ، وأن مصيرهم مرتبط بمصيره ، والمفروض أن نحافظ عليه لأنه أهم من المصالح الشخصية أو العشائرية أو مهما كانت الأسباب.
حمى الله الأردن وبيادره ، ورجاله ، وبئساً لحارقي البيدر أصحاب النفوس الشيطانية، الفاسدة واللئيمة، وبئساً لأطماعهم.