لنتائج الإحصاءات التي تصدر عن الوزارات والمؤسسات والشركات أكثر من قراءة فهي يمكن أن تكون مجردة تعكس الواقع ويمكن تسييسها أيضا لإثبات الإنجاز .
كنا نلاحظ في وقت سابق أن الإحصاءات كانت تزج بالعمال في إحصاءات السياحة قبل أن تقتصر على معدلات المبيت, وهو أيضا ما كان يجري في إحصاءات المتعطلين والمشتغلين والباحثين عن فرص عمل قبل أن يتم ربط هذا كله بسجلات الضمان الإجتماعي .
في مثال آخر تقول مجموعة مطار الملكة علياء الدولي أن عدد المسافرين عبر المطار ارتفع خلال أول خمسة أشهر من العام الحالي بنسبة 8.2 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي دون خصم مسافري الترانزيت الذين لا يتم احتسابهم بالعادة كمستخدمين للمطار كوجهة اختيار مسبقة.
ليس هناك إحصائية دقيقة لعدد مسافري الترانزيت , لكنهم وفق التقديرات غير الرسمية يناهزون ال3 ملايين مسافر , بما يقلل العدد الوارد في إحصائية المطار والبالغ نحو 8 ملايين مسافر الى خمسة !!.
الإحصائيات الواقعية هي التي تحصر عدد مستخدمي المطار بالذين اختاروا الأردن كوجهة مفضلة للسفر فالنسبة للقادمين او المغادرين فإن البدائل محدودة أو معدومة مع تزايد عوامل الطرد للمعابر الأخرى مثل البرية وهي خطرة أو مغلقة والبحرية وهي محدودة بواحدة , وفي حال إضافة معامل الضرائب وهي مرتفعة فإن المطار ليس وجهة مفضلة للسفر ال على طريقة مكره أخاك لا بطل !! , ذات الأسباب والعوامل تنطبق على حركة الشحن الجوي في ظل ضيق ذات اليد على المعابر الحدودية البرية .
حتى لا نتهم كالعادة بالسلبية فيما نقول ليستحق الرد والتوضيح من جانب مجموعة المطار, نؤشر على الجوانب الإيجابية مثل الإلتزام بالتوسعة التي ننتظر منها المزيد, ومستوى الخدمة التي وإن كانت لا تكافئ معدلات الضرائب وبدلات الخدمات المرتفعة, والتنظيم وسرعة الإنجاز وغيرها من الإيجابيات الكثيرة .
بقي أن حصة الحكومة التي تتمثل في المشاركة بما نسبته 54 % من إجمالي الإيرادات، والتي من أن تبلغ خلال العام الحالي حوالي 100 مليون دولار يضاف إليها 100 مليون أخرى من الضريبة الخاصة على تذاكر السفر, تنزل الى ربع هذا المبلغ إن لم تتحول الى خسارة بعد خصم مدفوعات شركة الملكية الأردنية للمطار باعتبار أنها تشغل 60% من عملياته باعتبارها شركة مملوكة من الحكومة بنسبة 75 %, بمعنى أن ما تقبضه الحكومة من مجموعة المطار بيمينها تعيده بيدها اليسرى .
كان من الأفضل لمجموعة المطار أن تكون مطارات الشرق الأوسط عاملة بكل كفاءة, سواء في دمشق أو العراق أو لبنان لكان الإنجاز الوطني التاريخي بفوز مطار الملكة علياء الدولي بجائزة أفضل مطار في الشرق الأوسط فوزا يستحق الإحتفال .
الراي