هل تغيّرت قواعد اللعبة السياسية محلياً؟
08-10-2016 10:32 AM
عمون - لقمان إسكندر - لم تسلم الساحة السياسية الأردنية من الشظايا التي فجرتها المنطقة، وإن كانت سياسة المملكة نجحت في النأي جانباً عن شظايا الساحات المجاورة، فهل هذا يمنح السلطات مزية الاسترخاء أو التصرف محلياً؛ استناداً الى النجاح الخارجي وفق سياسة الشاعر بالانتشاء؟
طوال ست سنوات من عمر الثورة السورية نجح الأردن في تحويل التناقضات السياسية التي أفرزتها الفوضى المجاورة إلى حالة صحيّة، لكن هذا لا يعني أن "السياسي" لم يخفق بالملفات المحلية التي كان بالإمكان عدم الاقتراب منها، خصوصاً مع ما يرافقها من تسخين اقتصادي واجتماعي لم يتوقف عن ضخ نفسه بنفسه.
د. محافظة: طواقمنا عاجزة
المؤرخ الأردني الدكتور علي محافظة لا ينظر الى المشهد من زاوية ضيقة. يقول لـ "عمون": "طواقمنا الرسمية عاجزة حتى الآن". لكنه يستدرك عندما يقول ان العجز ليس مرده الحكومة الحالية أو السابقة، بل إن الأداء الرسمي منذ سنوات يتراجع في معظم الملفات التعليمية والخدماتية وغيرها.
ويضيف: ما نعاني منه ظواهر كانت قبل حكومة هاني الملقي وستستمر بعده في حال لم نحقق نجاحات على صعيد المعالجات، مشيرا الى أن الوضع في المملكة صعب ويواجه تحديات خطيرة، وهو بحاجة إلى سنين لاصلاحه اقتصاديا وتعليميا وسياسيا.
ويضيف نحن بحاجة إلى كفاءات أردنية استثنائية لمواجهة التحديات أو السعي الى حلها بالطريق الصحيح. لكن هل بدأنا العمل؟
ولم يتطرق د. محافظة إلى تفاصيل هذه الملفات. لكن ما تبدو عليه الأمور هو اصرار الرسميين حتى الآن للدفاع عما لا يُدافع عنه، من وجهة نظر الرأي العام الأردني على الأقل، في ملفات ملتبسة على المسؤولين أيضا.
ملفات ارتبطت بحكم تعقيدات الداخل والخارج بأخرى شائكة، فإذا ما بدأ "الرسمي" بتبريرها للرأي العام جاء التبرير بارداً وغير مقنع. لكنه على أية حال سيستدعي الكثير مما تعلمه سابقا من لغة، ومفردات وحرفة جدال لينافح عنها، وسيفشل في معركة عليه أن يدرك أنها خاسرة قبل أن يبدأها، وقد فَتَقت الحكومة ثوب الثقة بينها وبين المواطن منذ زمن؟
يستمع الأردنيون إلى تبريرات الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني حول المناهج مثلا او الغاز الاسرائيلي، وسيهرع نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية جواد العناني إلى التلفزيون الأردني ليدافع عن اتفاقية الغاز، وسيقف نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات أمام التلفاز غير مقنع في مؤتمر صحافي استند فيه الى خزان نجاحه في "التوجيهي"، لعله يشفع له.
الراصد لردود فعل مواطنين بعد المؤتمر سيرى عددا منهم وقد وضع كفه على جبهته، وهو يستمع لما يقوله د.الذنيبات عن تغييرات المناهج مثلا. وكل ذلك حدث ويحدث، وكل ذلك أيضا لن يكون مجديا لاقناع الرأي العام الأردني بما يجري حقا.
ملفات لاسعة
في كل الأحوال، لم تكن التقديرات موفّقة في فتح ملفات لاسعة في وقت واحد، كان الواحد منها يكفي لإثارة الرأي العام وحده، سواء تغييرات المناهج، وتوابعها، ومستوى التوتر الذي رافق الساحة الأردنية الشهر الماضي، أو اتفاقية الغاز مع دولة الاحتلال، وتغيير أنماط حصص المناصب الرفيعة، وغيرها وغيرها.
وكعادته، سيحاول "الرسمي" إطفاء النيران التي يحرقها بنفسه، لكنه وكعادته أيضا، لن ينجح في إخماد دخانها، وهو ما يعني في النهاية مراكمة مزيد من الملفات العالقة الواحد فوق الآخر.
شبيلات: قواعد لعبة.. لكن!
ما زالت الأدوات الرسمية ترفض الاقتناع أن قواعد اللعبة في الشارع اختلفت، وأن مواطناً جالساً على سريره بات قادراً على تحريك الرأي العام بجدية.
في الحقيقة ما يراه المعارض الاردني ليث شبيلات أن "الرسمي" هو من فرض على المعارضة قواعد لعبة جديدة أعدت أوراقها لصالح السلطة التنفيذية وليس المعارضة.
وقال شبيلات لـ "عمون" إن المعارضة الاردنية وافقت على أن يغير "الرسمي" قواعد اللعبة السياسية في الأردن دون وجه حق.
د. الشناق: نهج جديد
وهذا ما دفع الدكتور احمد الشناق أمين عام الحزب الوطني الدستوري الى القول في منشور على صفحته على الفيسبوك: إن الوطن على حد السيف ولا يحتمل الاستقطاب والانقسام في علاقة المجتمع والدولة، مشيرا الى ان الحكومة كسلطة تنفيذية في إدارة شؤون الدولة مطالبة باتخاذ نهج جديد في إدارة شؤون البلاد والعباد بما يواجة الوطن من تحديات داخلية.
وقال: مطلوب نهج حكومة وطن على شراكة مع الجميع وليس تصريحات وموقفاً منفرداً يصنع مزيدا من الاستقطاب والانقسام، ومطلوب حكومة قادرة على ادارة شؤون المجتمع بقضاياه وليس حكومات إقصائية تصنع انفصالاً بين المجتمع والدولة.