اساليب "داعشية "في معارضة التعديلات على المناهج
محمد مناور العبادي
07-10-2016 08:53 PM
يبدو ان قادة الحركة الاحتجاجية المعارضة للتعديلات الاخيرة في المناهج الدراسية يرفضون الحوار مع الحكومة بشأنها.. ويصرون على المواجهة، بل واستخدام طلبتا، وديننا الحنيف، وقضية القدس، اسلحة يشهرونها بوجه الدولة لاجبارها على التراجع عن تطوير المسيرة التربوية لفرض ارائهم، بغض النظر عن الظروف الاستثنائيه التي يمر بهاالاردن والمنطقة.
ورغم دعوة الحكومة للمعارضين الى الحوار بشأن هذه التعديلات، واستعدادها للتراجع عن اي تعديل مهما كان، اذا وافقت عليها اللجان الوطنية التي قامت بها اصلا، والتي تعتبر من اكفأ واقدر من في الاردن في علوم الشريعة والتاريخ واللغه العربية والتربيه الوطنية.
لم يترك قادة حركة معارضة المناهج وسيلة الا واتبعوها لتجييش وتثوير الأردنيين، واخرها الاستعانة بعبارة وردت بكتاب اسرائيلي لتشويه صورة الأردن نظاما وقيادة وحكومة، زعموا انه اردني، اعتبر القدس عاصمة اسرائيل، وان كتابا (التربية الوطنية) للصف الثالث الابتدائي، وهو غير موجود اصلا، تضمن هذه العبارة، لكن نفس الكتاب المقرر للصف الرابع ورد فيه ان "القدس عاصمة فلسطين".
هذه المعلومة تؤشر على ان - وراء الاكمة ما وراءها – كما يقول وزير التربية، وان دعوة الطلبة لحرق الكتب المدرسية ـ من قبل المعارضين للتعديلات ـ يمكن ان تعتبر الدرس الأول في الارهاب،الذي يسعى بعض قادة معارضي التعديلات لنشره، لأن من يحرق كتابه المدرسي، بماتضمنه من آيات قرآنية واحاديث نبوية، واناشيد وطنية، ويحمل شعار المملكة الاردنية الهاشمية ـ شعار كل الاردنيين منذاكثرمن نصف قرن- فان من السهل عليه ان يحرق مدرسة،او مستشفى، او دائر ة حكومية، للتعبير عن رأيه تماما كما تفعل داعش.
ليس دفاعا عن الحكومة ولكن دفاعا عن الوطن، والجيل الناشئ، الذي يسعى "البعض" لتدميره، مستغلين الدين الاسلامي الحنيف، الذي اكد على الحوار والاحتكام للعقل اولا واخيرا، وتحكيم المصلحة الوطنية العليا على اية مصلحة اقل اهمية.
لقد اعلن وزير التربية بوضوح وبشجاعة، ان المناهج المعدلة تجريبية، وان له رأيا شخصيا عليها، بمعنى انها ليست مقدسة وانها قابله للتغيير، وان مكاتب الوزارة مفتوحة امام اصحاب الراي والفكر المعارض، حتى منتصف الليل، وان هناك، بريداً اليكترونياً خاصاً، لايصال مقترحاتهم الى رؤساء اللجان الوطنية المكلفة بتعديل المناهج، لدراسة هذه المقترحات واعتماد الصالح منها..
ورغم هذا الوضوح والشجاعة، في تصريحات الوزير، الا ان المعارضين يصرون على تثوير الشارع الاردني، و"تدعيش" صغار الطلبة، واستخدامهم وقودا ودروعا بشرية لترهيب الدولة بهم، والضغط عليها، ليس لتعديل المناهج، فهذا ليس هدف قيادات هذه الحركة، بل لنشر الفوضى في الاردن، عبر تسييس قضية تربوية والاتجار بها، لغاية في نفس يعقوب.
الاردن دولة قانون ومؤسسات، ومن يسعى للمعارضة، فكل وسائل الاعلام مفتوحة له لابداء رايه، ولكنه لا يجوز للأقلية فرض رايها على الاغلبية بالقوة اوالحرق او الاضراب او الافتراء على مواقف الاردن الوطنية والتزامه الديني.
دينيا : "ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
ودستوريا : هناك قنوات دستورية للمعارضة على ان لاتكون على حساب الوطن والمواطنين
صحيح المعارضه حق دستوري لكل اردني، ولكن الدستور الأردني ايضا لايسمح بان يستغل قلة الدين الاسلامي، وعواطف الاردنيين خاصة الطلبة، كاداة سياسية لتدمير الوطن، كما استغلت داعش واخواتها الدين، لتدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا، مستغلة اخطاء صغيرة قالت انها ستصلحها، فارتكبت خطايا ادت الى مقتل قرابة نصف مليون من العرب، ودمرت دولا بكاملها. الوطن اولا واخيرا.
* صحفي وباحث اردني