كيف ستبدو خارطة العالم دينيا بحلول العام 2050؟ هذا السؤال شغل مركز بيو للأبحاث، كما شغل ويشغل مراكز صنع القرار في العالم، ومن المعروف أن مركز بيو للدراسات هو مركز بحوث أمريكي غير حزبي، أسس في العام 2004 في العاصمة واشنطن دي سي. يُقدم معلومات عن القضايا الاجتماعية واشتهر في مجال قياسات الرأي ويحظى مصداقية علمية كبيرة، وتعتمد نتائجه لدى صانع القرار في غير بلد من العالم الغربي خصوصا..
يشير تقرير مركز «بيو» للأبحاث، منذ عام 2015، إلى أنه سيقطن العالم، بحلول 2050، نحو 9.6 مليار نسمة، وذلك يعني نمو سكان العالم بنسبة 35% مقارنة بعام 2010، حين سجل عدد السكان 6.9 مليار نسمة. زيادة أعداد البشر تعني تضاؤلا في أعداد أتباع دينات معينة، وازدياد أتباع ديانات أخرى.
المعطى الأبرز في البحث الذي أجراه المركز منذ عام هو أن عدد أتباع الدين الإسلامي في العالم هي الأسرع انتشارًا، وبحلول عام 2050 سيبلغ عدد المسلمين في العالم 2.8 مليار، أي سيشكلون نحو 30% من سكان العالم، في حين سيبلغ عدد المسيحيين 2.9 مليار، ونسبتهم في العالم ستكون 31%.
وتظهر المقارنة بين الديانتين الأكبر في العالم أن انتشار المسيحية في العقود الأربعة القادمة ستكون بنسبة 35%، بينما انتشار الديانة الإسلامية ستبلغ 75%. ويرجع المركز السبب لهذا الانتشار السريع للمسلمين إلى عاملين بارزين لدى المسلمين وهما: نسب الخصوبة العالية، ووجود شريحة الشباب الأكبر. وتفوق المسلمين في هذين العاملين، وفق حسابات المركز الأمريكي، يعني نمو انتشارهم على نحو أسرع بكثير من سائر الطوائف. وقد أغفل المركز، أو من نقل نتائج البحث، عنصرا في غاية الأهمية، ربما تكون هي بالذات السبب الذي يجعل الإسلام مستهدفا إما بشكل مباشر عبر تمييعه ومحاولة العبث به، أو بشكل غير مباشر عبر تمييع المسلمين واستهدافهم بالتشتت والتفتيت، وصناعة الفتن فيما بينهم وتأجيجها، هذا العنصر الغائب عن البحث، هو كون الإسلام دينا فطريا قابلا للتماهي مع الطبيعة الفطرية للبشر، يعطيه القدرة على الانتشار، وهضم الآخر واستيعابه مهما كانت ديانته، وهو السبب الأهم والأخطر الذي يجعل أتباع الديانة الإسلام الأكثر في رأس قائمة الأقدر على التكاثر بشكل أسرع من غيره من الديانات، ومن هنا تنبع الميزة الأساسية للبحث!
ومن المعطيات الأخرى اللافتة التي وردت في التقرير:
- سيشكل المسلمون في أوروبا 10 بالمئة من سكان القارة
- أعداد أتباع الديانة البوذية لن تتغير، إذ ستبقى كما كانت عليه في عام 2010، في حين ستزداد أعداد أتباع الديانة اليهودية والهندوسية مقارنة باليوم.
- أعداد الأشخاص الذين لا ينتمون إلى ديانة محددة ويعرفون أنفسهم على أنهم ملحدون ستتراجع في العالم، رغم زيادة أعدادهم في دول مثل: الولايات المتحدة وفرنسا
- الهند ستتفوق على إندونيسيا من ناحية عدد المسلمين لتصبح الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين بها، رغم بقاء الديانة الهندوسية الديانة المهيمنة.
- ستشهد الديانة المسيحية في الولايات المتحدة تراجعا حيث سيشكل أتباعها عام 2050 2/3 عدد السكان، في حين كانوا يشكلون 3/4 السكان. وستفقد الديانة اليهودية مرتبتها كثاني أكبر ديانة في الولايات المتحدة، لتحل محلها الديانة الإسلامية.
- 4 من كل 10 مسيحيين سيكونون في أفريقيا جنوب الصحراء!
إن معرفة هذه خاصية التفوق في التكاثر في المسلمين، زيادة عن باقي الأمم، وبتلك النسبة الكبيرة بشكل لافت، يضيء ضوءا أحمر لدى «حكام العالم» ويجعلهم أكثر حرصا على أبقاء هذه الكتلة من البشر.. بلا وزن، لأن الوقت الذي يأتي وهي في قمة قوتها، وبهذا العدد الضخم، لن يكون لها شريك في حكم الكرة الأرضية!
الدستور