على كل حال، فإن الروس كانوا يلعبون وحدهم على مسرح اللامعقول السوري وقد خدع الصبر وشراكة الولايات المتحدة سياسياً غير ذكي كأردوغان فحاول ان يأخذ دوراً يتجاوز تسليح بعض المعارضة ، فأسقط طائرة روسية، وقَبِلَ، وبعد فترة قصيرة اذلال مصالحة موسكو.. بقصة قد لا يكون المجال لايرادها بالتفصيل، ثم حاول ابتزاز اوروبا باللجوء السوري.. وأعلن أمس أن الأوروبيين خدعوه.. فلم يدفعوا قرشاً من الثلاثة مليارات دولار.
يحرد المخدوع الأميركي، فيعلن أنه ليس معنياً بالعملية السياسية في سوريا، لكنه لا يملك البدائل.. لم يعلن أنه يملكها. والبدائل معروفة هي العمل العسكري، وهنا نقف أمام احتمالاتها:
- فإذا فتك سلاحه الجوي بقواعد النظام السوري الجوية، كما فعل في دير الزور.. ( واعتذر عن غارته، ووصفها بالخطأ ) فإن الروس حذروا بكلام واضح يشبه كلام الإيرانيين بأنهم: سيزلزلون المنطقة.. والمنطقة هنا لا تعني الولايات المتحدة، وإنما سوريا والبلاد العربية.
- وبطبيعة الحال فإن أي عملية عسكرية أميركية محتملة في سوريا، ستؤخر معركة الموصل، إلا إذا هاجم الأميركيون والأتراك جيب داعش في العراق وسوريا وفي هذا الحال ستكون أميركا على الأرض، وتصبح روسيا، والنظام السوري، وإيران بلا دور: لا محاربة الإرهاب، ولا القضاء على داعش، فهل تفعلها إدارة الرئيس أوباما خلال الأشهر السبعة القادمة؟!.
الذين ما زالوا يراهنون على استحالة قبول اي ادارة اميركية بالهزيمة في آخر عهدها، يعتقدون أن في جعبة الرئيس أوباما شيئاً آخر غير وضع ذيله بين رجليه والانسحاب من تاريخ الرئاسة الأميركية ولعل نهاية عهد الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر ليست بعيدة.. فكارتر وقتها أمر بعمل عسكري ضد إيران لتخليص محتجزي السفارة الأميركية في طهران.. وفشلت المحاولة إذا اصطدمت طائرات الهليوكبتر ببعضها في الصحراء الإيرانية، وفشلت الغزوة الأشبه بعمليات جيمس بوند، وسقط كارتر في الانتخابات، ونجح الجمهوري ريونالد ريجان. فهل يختار أوباما بين القبول بالمذلة في سوريا، أو يقوم بعملية عسكرية كبيرة في العراق وسوريا؟!.
والسؤال يمكن أن يكون له بقايا: هل يسقط كارتر (كلينتون) فينجح ريغان (ترامب) مرة أخرى؟!.
والسؤال مشروع .
الراي