«لا شيء يرجع غير ماضي الاقوياء»، عبارة قوية تثير فكري وتجعلني ابحر متأمًلة في كل ما يدورمن حولنا. لقد ارهقت ارواحنا العناوين القوية، والكلمات القاسية والمفردات المضللة. الازرار الالكترونية باتت ترسل الكثير من الظلام، وتوجه احياناً نحو الأفق الضيق، ما لها تبعث بتلك الرياح العاتية الشديدة البرد!
في جرار الماء جرحاً ينزف، ليتنا نكسر الفخار لنخفف الألم ثم نعيد تشكيله من جديد. قد ترسل السماء سحابة محملة بالغيث فيتساقط مطراً عندها سنعود ونملأ الجرار بماء زلال صاف يرمم جدار الروح ويقيم ما انهدم منه.
أما آن لهذه الروح التي انكسرت أن تجبر لقد سئمنا الملح بالكلمات، وارهقتنا تجاعيد الحروف، وبتنا نبحث في العبارات عن نجمة ترسل الى ضواحينا الضياء.
نريد للحروف أن تحلق نحو اعالي الكلام وتهجر الضيق والتشاؤم وتهجر العنف والتطرف وخطاب الكراهية والتقسيم والشرذمة. ما زلنا ننتظر على ضفاف الأمل ونتمسك ببقايا حلم بأن يسود العالم السلام وأن يرحل الإرهاب والعنف والحرب الى غير رجعة.
كم نحن بحاجة الى كلمات ترتدي ثوب الامل لتلهم ارواحنا ولو قليلاً ولتبشر بفرح أو لترفع الامنيات الى السماء بأن يكون المستقبل مشرقا مختلفا يحمل معة رسائل السلام والمحبة الصادقة والطمأنينة. نريد للغد أن يكون اقوى وأن تكون الاهداف سامية نبيلة. نريد أن نكسر نشيد القهر ونستبدله بموسيقى ناي يصاحبه نشيد مفرداته الفرح. نبقى نتمنى أن نقتبس من الحياة اجمل ما فيها ونتعلم أن نزين الكلمات ببعضاً من جواهرها.
لم تعد الوعود تعني لنا شيئاً فلقد اكتشفنا زيفها. ولقد سئمنا التبريرات وباتت غير مقنعة على كثرتها. كل ما نريده هو إلهام ارواحنا وملؤها ايمانا ويقينا وطمأنينة وسلاما. نحن بحاجة الى أن نصنع تاريخا جديدا فيه اصدقاءٌ طيبون صادقون يفعلون ما يقولون، يتحدثون بخطاب الخير ويتقنون معنى كلمة العزة والكرامة، يعرفون العدو من الصديق ويتقنون نشر عبق الارض ويعرفون قيمة شقائق النعمان.
نريد استعادة صفاء الذهن والروح وحسن التفكير والتدبير، نريد للارض ان تزهر بسنابل خضراء، وأن نتقن لغتنا العربية الفصحى الاصيلة، ونرفض احتضان الزيف ونؤمن أن الحقيقة لا تتوه ولا تزل ولا تضل وقادره على العودة طال الزمان أو قصر، فهي صافية بيضاء من غير سوء. نريد أن نتقن معنى كلمة الامل والفرح ولا نريد التوقف عن الحلم فكثير من الاحلام تصبح حقيقة.
الراي