نقبل بالخبر المتواضع: بلغ عدد ''مستثمرو البورصة العالمية'' الذين تقدموا بشكاوى لمديرية الصناعة والتجارة في عجلون 650 مواطناً، معظمهم من عجلون والوهادنة وعنجرة وكفرنجة.. بمبالغ تصل الى عدة ملايين!!.

وسمعنا أن ''المستثمرين'' في الطفيلة بلغوا المئات وانهم خسروا ملايين. ومثل ذلك في مادبا التي اصبح فيها طبقة محترمة من المليونيرية.. بعد بيع الجبيل، وحوارة، ونتل وغيرها.

ترى من يتحدث هنا عن الفقر؟ وهل عندنا بالفعل بطالة في الوقت الذي ''يستثمر'' فيه الالاف، ملايين الدنانير ويقرأون على الانترنت صحيفة ''الفايننشال تايمز'' ويتابعون اسعار اسهم فولكس فاجن وكروب وفورد وهنشل؟!.

مسرحية عابثة، وكريكاتور اغنياء، ومسخرة استثمار تكررت في بلدنا، وستتكرر في المستقبل، طالما ان الناس لا يكدون ولا يتعبون في تحصيل رزقهم. فهذه الاراضي التي صنعت من المليونيرية، هي اراض كسبها اجدادهم واباؤهم من عملية الافراز، حين قرر الامير عبدالله توزيع اراضي السلطان العثماني على الاردنيين بعد ان كانت ''ميري''.. وحين نما الوطن الاردني فصار دونم الارض الزراعية الذي كان سعره ديناراً واحداً في الخمسينات، بمليون دينار في قرية عبدون!!.

لا توجد شركات للمتاجرة بالبورصات العالمية، وانما هناك مجموعات نصب واحتيال تحول المال السائب الى مادة استغفال وتنهبه تحت سمع الدولة وبصرها.. فقد سمعت مرة ان شركة يساهم فيها رجل اعمال لبناني مشهور تعمل على انشاء جامعة اميركية.. فساهمت بسبعة آلاف دينار، ثم حضرت اجتماع الهيئة العامة.. وشهدت اغرب ''طوشة'' حين نهض رجل ورد اسمه في قضية الاستثمار، وطالب باقالة مجلس الادارة، وتطوع ليكون مديراً عاماً.. وكنا في البرية على طريق العقبة فلم يتدخل احد لأن المدير المقترح كان وراءه ''ميليشيا'' من الرجال حمر العيون، فاكتفينا بالهرب وكتابة مقال في اليوم الثاني.

والخلاصة أننا وجدنا من يشتري اسهمنا، وعدنا من الغنيمة بالاياب!!.

على الذين يتعاطون السياسة، ويتعربشون على ظهور الفقراء والعاطلين عن العمل.. أن يعيدوا النظر في طروحاتهم.. ففضيحة الاستثمار في البورصات العالمية تجعلهم يبحثون جيداً في معضلة المال الاردني.. والاغنياء والفقراء، والعاملين والعاطلين عن العمل!! فبلدنا يلد كل يوم اعجوبة!!.عن الراي .