عمون- في ذكرى مرور اربعون يوما على وفاة الوالد الغالي الشيخ عقله المرايات ..اقول كم تمنيت أن أكتب كلمات لم تشهد لها صفحات التاريخ يوما ،ولكن الكلمات وقفت عاجزة امامه فهو أجمل ما كتب التاريخ أقوالا وأفعالا ،وستبقى كلمات الكون كلها عاجزة عن وصف ألم رحيلك يا والدي . فألى الروح الغالية التي فارقتنا وأوجعنا رحيلها الى من ترك ثغرة في حياتنا لا يملؤها سواه نقول .. وداعا يا والدي وان غصت في قلوبنا كلمة وداعا" فكم هو صعب فراقك يا والدي فلقد اذهلتنا بفراقك المؤلم و أذهلتنا بحجم الفراغ من بعدك .

فليس أشد ألما وحزنا" على النفس من أن تفارق عزيزا" . فرحلت يا والدي كريما مثلما عشت فقد كنت في طليعة الذين كتبوا صفحات خالده في نكران الذات وفي المروءة والنخوة والشهامة . رحلت وفي النفس حزنا عميقا ذلك ان الراحلون الطيبون يورثون في القلب غصة و في النفس الم شديد. فستفتقدك ميادين الرجولة أيها الفارس الشهم النبيل . فقد كنت صقرا حرا لا يرضى الا بأعالي القمم . وقد كنت جوادا أصيلا لا يرضى الا بالمقدمة دوما . فقد كنت الرجل الرجل عندما تعز الرجال . رحلت يا والدي ورحل معك زمن جميل لن يعود أبدا" فهيهات هيهات أن يأتي الزمان بمثلك ان الزمان بمثلك لبخيل . وعزاؤنا فيك يا والدي أنك كنت رمزا للطيب والكرم ورفعة الاخلاق ،فسمعتك الطيبه وسيرتك الحميده هي مصدر فخر و اعتزاز لنا مدى الحياه. فأنت باقي فينا ما حيينا أيها الشامخ فينا وفي قلوبنا رغم غيابك .

فعندما نتحدث عنك يا والدي نتحدث عن جنة و حب لا يموت أبدا اللهم انا لا نعترض على حكمك ولكنه الم الفراق وغصة البعد لا طاقة لنا بتحملها. فرحم الله أرواحا لا تعوض ولا تولد مرة أخرى . فيا رب أجبر كسر قلوبنا على فراقه ولاتجعل أخر عهدنا به في الدنيا واجعله من اصحاب اية "وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة".

اللهم اغفر لاغلى من غابوا عن الدنيا وارحمهم واحشرهم في زمرة المتحابين فيك واجعل ملتقانا بهم في الفردوس الاعلى مع المتقين والصالحين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر . اللهم انه صبر على البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب وأنت القائل سبحانك " انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "