دراسة حول اثار صناعة الاسمنت على ضانا والقادسية .. "المصنع اقيم على ارض زراعية خصبة واثاره الاقتصادية والاجتماعية والبيئية سلبية جدا"
03-04-2007 03:00 AM
عمون - د. محمد جميعان - اقيم مصنع الاسمنت على أرض زراعية خصبة ومجاوراً لتجمعات سكانية كثيفة خلافاً لموقع البوتاس والفوسفات إضافة إلى كونه مجاوراً لمحمية ضانا التي اعتمدت دولياً في مؤتمر قمة الأرض كمنطقة للسياحة البيئية في الأردن مما يشكل خطورة على هذه المنطقة (السعود، 1999)، كذلك فإن ملكية الأراضي التي أقيم عليها المصنع تعود للسكان في المنطقة خلافاً أيضاً لموضع البوتاس والفوسفات التي هي أراضي أميرية تملكها الدولة. و لا بد من الإشارة إلى أن صناعة الفوسفات في الحسا والأبيض قد تم تناولها بالبحث (دودين، 1986)، وكذلك تم تناول صناعة البوتاس بالبحث والدراسة من قبل عدد من الباحثين (صباريني، 1991).
كل ذلك جعل الباحث يتناول الآثار الناجمة عن هذه الصناعة كحالة دراسية من خلال استبانة بحثية أخذت من خلال عينة عشوائية منتظمة من مجتمع الدراسة المجاور للمصنع وذلك بعد تطبيق معادلة حجم العينة المتبعة إحصائياً في هذا المجال وكانت نتائج هذه العينة على النحو التالي:-
الآثار الاقتصادية:
لقد تم توجيه تسعة أسئلة تتعلق بالآثار الاقتصادية كان آخرها سؤال يتعلق بالموازنة بين ايجابيات الآثار الاقتصادية وسلبيات الآثار البيئية على النحو التالي: جدول رقم (ا)
1- اعتبر (93.3%) من أفراد العينة أن المصنع وملحقاته قد أقيم على أراضٍ زراعية خصبة زادت على (100.000) دونم كانت تزرع بالقمح والشعير والعدس والحمص ولدى مناقشة هؤلاء السكان أوضحوا أن موقع المصنع بالذات كان المنطقة الأخصب في الزراعة البعلية في القادسية وكانت تسمى منطقة "البقعة" كونها منطقة سهلية خصبة حيث يبلغ ارتفاعها (1560) فوق سطح البحر حيث معدل درجة الحرارة العظمى صيفاً (38ْم)، ومعدل الرطوبة النسبية (54%)، ومعدل سقوط الثلج فيها (318ملم)، وتسود فيها تربة البحر المتوسط الصفراء التي تتميز بارتفاع محتواها من كربونات الكالسيوم في الطبقات العليا ويتراوح معدل أمطارها السنوي ما بين (200-300ملم) وتزرع بالمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة (عامر البلمان، 1991).
2- كذلك يرى نحو (91.1%) من أفراد العينة أن للمصنع آثاراً سلبية كبيرة على الزراعة في المنطقة لا سيما الأشجار المثمرة والمحاصيل الحقلية، ويتحدث المزارعون من أفراد العينة حول إنتاجية قطع الأراضي التي يفلحونها حيث كانت
جدول رقم (1)
نتائج العينة للآثار الاقتصادية الناجمة عن صناعة الأسمنت
الاستفسار المقاس درجة كبيرة
% درجة محدودة % درجة معدومة%
1- إقامة المصنع على أرض زراعية خصبة 93.3 4,4 20
2- يشكل أثراً سلبياً على الزراعة في المنطقة 91.1 9, 0
3- مساهمة المصنع في تشجير المنطقة 57.8 17.8 24,4
4- رفع أسعار الآراضي في المنطقة 55.5 13.3 31.3
5- تشغيل المصنع لأبناء المنطقة 11.1 22.2 66.7
6- خلق فرص عمل في المنطقة 8.9 8.9 82.2
7- تفعيل الحركة التجارية في المنطقة 4,4 4,4 91.1
8- مساهمة المصنع في تقديم خدمات مادية ومعنوية للمزارعين 2,2 17.8 80
9- الآثار الاقتصادية للمصنع أكبر من الآثار السلبية على البيئة 13.3 11.1 64.4
المصدر: استمارة الباحث / الدراسة الميدانية.
الحيازة الزراعية التي تنتج عشرة شوالات (وزن 50كغم للكيس الواحد) منذ عشر سنوات انخفض انتاجها ليصبح ما بين (3-5) شوالات. كما تحدث آخرون عن سقوط الثمار قبل أوانها واصفرار الأوراق وسقوطها قبل موسمها، وهذا يتطابق مع دراسة أجريت وتبين من خلالها أن غبار الاسمنت يحتوي على كثير من الكربون وأكاسيد الكالسيوم والألمنيوم مما يؤدي إلى اصفرار الأوراق وسقوطها قبل أوانها (Farmer, 1993)، كذلك جاء في دراسة عام 1989 حول مصنع الاسمنت في الفحيص أجريت على أشجار الزيتون والعنب وتبين أن الغبار المنبعث من حرق الاسمنت يعيق نمو النبات (الدمنهوري، 1989)، وفي دراسة أخرى أجريت عام 1999 حول مصنع اسمنت الرشادية تبين وجود الغبار الصناعي من الاسمنت على أوراق النبات في المناطق المحيطة بالمصنع تراوح ما بين (8,-3.2%) حسب اتجاه الرياح السائد، وجاء في الدراسة أن الغبار يعتبر عائقاً لنمو النبات إلا أن غبار الاسمنت أكثر خطورة وضرراً من الغبار الطبيعي لاحتوائه على بعض العناصر السامة، كما أن تحليلات النبات بينت أن أكثر المناطق تأثراً بالغبار هي المناطق الشرقية (السعود، 1999).
3- ومع ذلك أظهرت النتائج أن (57.8%) من العينة يرون جدية مصنع الاسمنت في عمليات التشجير والتحريج فقط التي يقوم بها المصنع من أجل الحد من عمليات التلوث وإعادة تأهيل المناجم والمقالع بزراعتها بالأشجار الحرجية وقد استحدث لهذه الغاية قسم خاص بالزراعة في المصنع مهمته متابعة التشجير والتحريج حيث تمت زراعة أكثر من (20.000) شجرة حرجية من السرو والصنوبر واللوزيات.
4- يعتقد (55.5%) من أفراد العينة أن هذا المصنع قد ساهم في رفع أسعار الأراضي في المنطقة، ولدى الاستفسار منهم عن ذلك أوضحوا أن سعر الدونم الواحد ارتفع من خمسين ديناراً إلى ثلاثة آلاف دينار وهي قيمة قد توازي التضخم وارتفاع الأسعار الطبيعي .
5- أبدى (11.1%) فقط من العينة رضى عن نسبة تشغيل المصنع لأبناء المنطقة، في حين أبدى (66.7%) عدم رضى عن ذلك، علماً بأن المصنع يشغل نحو(230) عاملاً من أبناء مجتمع الدراسة.
6- جدول رقم (2)
نتائج العينة للآثار الاجتماعية والبيئية الناجمة عن صناعة الأسمنت
الاستفسار المقاس درجة كبيرة
% درجة محدودة % درجة معدومة %
1- تقديم خدمات الطواريء والانقاذ للمحتاجين 51.1 46.7 2,2
2- تقديم خدمات صحية لابناء المنطقة 31.1 15.5 53.3
3- الدعم والمشاركة في النشاطات الشبابية والجمعيات الخيرية 22.2 11.1 66.7
4- صيانة البنية التحتية في المنطقة 13.3 28.9 57.8
5- دوره في الحد من هجرة السكان الى مناطق أخرى 4,4 2,2 93.3
1- يشكل أثراً سلبياً على الصحة والبيئة 98.9 1.1 1
2- تطاير غبار الاسمنت على المساكن وآماكن العمل 84.4 4,4 11.1
3- تلوث المياه في المنطقة 90 4,5 5,5
4- مدى القناعة بالاجراءات التي يتخذها المصنع لمنع التلوث 1.1 2,2 96.7
5- ملائمة موقع المصنع لهذه الصناعة 3,3 3,4 93,3
المصدر: استمارة الباحث / الدراسة الميدانية
7- أبدى نحو (8.9%) فقط من العينة قناعة بأن المصنع يساهم في ايجاد فرص عمل جديدة في المنطقة، في حين أبدى (82.2%) عدم قناعة بذلك. جدول رقم (1).
8- يرى نحو (4,4%) فقط من العينة أن المصنع ساهم في تفعيل الحركة التجارية في المنطقة في حين يرى نحو (91.1%) عكس ذلك، وقد تبين للباحث أن المصنع قام بفتح مؤسسة استهلاكية تعاونية تخدم العاملين وأسرهم في داخل الإسكان الوظيفي المجاور تماماً للمصنع مما أضعف مساهمة المصنع في تنشيط الحركة التجارية في المنطقة.
9- لم يُبدِ سوى (2,2%) فقط من العينة رضاهم عن الخدمات الزراعية (مادية وعينية) التي تقدم للمزارعين في المنطقة من قبل المصنع في حين أبدى (80%) عكس ذلك، وأبدوا شكوى من عدم قيام إدارة المصنع بذلك رغم علمها أن الغبار المنبعث من المصنع يؤثر على محاصيلهم، وعلمها أن بعض هؤلاء المزارعين بحاجة ماسة للدعم المادي لتحمل الخسائر التي تنجم عن انخفاض الإنتاجية في بعض السنوات وتدهورها في سنوات أخرى.
10- وأخيراً لدى السؤال عن مجمل الآثار الاقتصادية الايجابية مقارنة بالآثار السلبية على البيئة تبين أن (3.3%) فقط من العينة يرون أن الآثار الاقتصادية الايجابية أكبر من الآثار السلبية على البيئة مقابل (93.3%) يرون عكس ذلك وهذه القناعة تولدت لديهم بشكل متراكم منذ إقامة المصنع عام 1984 وهي توضح مدى الأذى والاثر السلبي من هذا التلوث على السكان وزراعتهم وصحتهم .
5-8-2 الآثار الاجتماعية:
1- يرى نحو (51.1%) من أفراد العينة أن المصنع يقدم خدمات الطوارئ والانقاذ بشكل جيد لا سيما في فصل الشتاء من إزالة الثلوج، وإنقاذ المواطنين من السيول وإسعافهم إذا تطلب الأمر ذلك. جدول رقم (2)
2- في حين لم يعتقد سوى (31.1%) أن المصنع يقدم خدمات صحية للمواطنين، مقابل (53.3%) يرون أن المصنع لا يقدم مثل هذه الخدمات، ولدى مناقشتهم أوضحوا أن المصنع يقدم هذه الخدمات للحالات الإنسانية الطارئة وفي حدود ضيقة، إذ يوجد في العيادة طبيبين يتناوبان في معالجة العاملين وأسرهم في المصنع.
3- يبدو أن مشاركة المصنع في المجالات الشبابية محصورة في أضيق الحدود إذ لم يعبر سوى (22.2%) عن رضاهم عن هذا الدعم، ويبدو أن هذا الدعم لا يرقى إلى مستوى المساهمة الفاعلة في هذه النشاطات التي تنعكس على أبناء المنطقة مباشرة.
4- أما خدمات صيانة البنية التحتية (شوارع، كهرباء، مياه، تنظيف) فقد أظهرت النتائج أن (57.8%) من السكان لا يدركون مدى مساهمة المصنع في تقديم هذه الخدمات لعدم قيام الشركة مباشرة بذلك، إذ تقوم بتقديم تبرعات نقدية سنوية لبلدية القادسية من أجل المساهمة في صيانة البنية التحتية.
5- لم يرى سوى (4,4%) دوراً للمصنع في الحد من هجرة السكان إلى عمان والمناطق الأخرى، بل أظهر نحو (93.3%) من العينة عدم قناعة بدور المصنع في الحد من الهجرة لا سيما أن ضعف مساهمة المصنع في تفعيل الخدمات التجارية في المنطقة ومحدودية الأيدي العاملة التي تم استيعابها في المصنع من مجتمع الدراسة.
5-8-3 الآثار البيئية:
يعتبر تقييم الأوضاع البيئية من أهم موضوعات علم البيئة في الوقت الحاضر بسبب تعرض الموارد الطبيعية والنظم للتدهور نتيجة للمشاريع التنموية لا سيما الصناعية التي يجب أن تلتزم أكثر من غيرها بشروط بيئية عند قيامها، كما يجب أن تعالج أي خلل بيئي ينتج عنها باتباع سياسات وقوانين معينة يتم وضعها عن طريق تقييم الأثر البيئي لهذه المشاريع (الكندري، 1995) وعلى ضوء ذلك يرى الباحث ما يلي:
1- دلت النتائج على أن (98.9%) من أفراد العينة على قناعة تامة بخطورة الغبار المنبعث من المصنع وأثره على الصحة ويتحدثون حول زيادة نسبة أمراض معينة كالجيوب والجلطات القلبية والأمراض الصدرية في منطقة القادسية، إذ أن هذا الغبار يشتمل على مركبات سامة مثل الزرنيخ واليود والفوسفور والرصاص التي تعتبر ضارة للانسان والنبات إذا استمرت زيادة تركزها في الجو (الدمنهوري، 1989). وقد أكدت بعض الدراسات كدراسة (Hyston) عام 1960 لمدينة ناشفيل أن الأمراض التي يسببها غبار الاسمنت تتمثل في الأمراض الصدرية والقلبية وسرطان المعدة والذي قد يؤدي إلى الوفاة.
وقد أوضح الدمنهوري في دراسته عام 1989 علاقة تركز الغبار في الهواء في مصنع الفحيص بنسبة إصابة السكان بالأمراض خصوصاً الجيوب والأمراض القلبية والصدرية، في حين يرى أطباء مركز القادسية أن إثبات سببية التلوث الناجم عن المصنع بأمراض معينة يتطلب معلومات دقيقة وفحوصات حثيثة لسنوات قادمة ولا يمكن تحمل مسؤولية الربط دون إثبات ذلك من الناحية القانونية والطبية.
2- لاحظ (84.4%) من أفراد العينة تطاير غبار الاسمنت على شبابيك وأفنية منازلهم، كما لاحظ هؤلاء أن الغبار يدخل إلى محلاتهم التجارية ويشكل طبقة على بضائعهم، أما الذين عبروا عن عدم مشاهدتهم للغبار فكانوا يقطنون في الأطراف الجنوبية للمدينة وقد شكلوا ما نسبته (11.10%). جدول رقم 21)
3- يعتقد نحو (90%) من أفراد العينة أن للمصنع آثاراً سلبية على المياه في المنطقة في حين لا يعتقد (5,5%) ذلك، علماً بأن المصنع يستخدم نظام الدورة المغلقة، معالجتها. وقد توصلت الباحثة السعود إلى النتيجة نفسها تقريباً في دراستها للآثار البيئية لمصنع الاسمنت على محمية ضانا حيث أبدى (44.4%) من أفراد العينة لديها قناعتهم بتلوث المياه في المنطقة (السعود، 1999).
4- أبدى حوالي (96.2%) من أفراد العينة عدم قناعة بالإجراءات التي يتخذها المصنع للحد من التلوث، ويبدو أن عدم قناعتهم نابعة من كون المسؤولين في المصنع يتحدثون عن هذه الإجراءات منذ بدء العمل والإنتاج إلا أنهم لم يشعروا ولم يحسوا بفعالية ذلك لا سيما أن آرائهم هذه تمثل إحساس ومشاهدة اكثر من عشرين عاماً تعايشوا خلالها مع هذه الملوثات، ولا بد من الإشارة إلى أن هؤلاء يدركون أن الشركة تقوم بإجراءات معينة للحد من التلوث كتركيب الفلاتر ورش المناجم بالمياه إلا أنهم يؤكدون على عدم فاعلية هذه الإجراءات. ويتحدث مسؤولو المصنع عن الفلاتر المركبة لغايات ضبط التلوث والمراحل التي مر بها المصنع في سبيل ضبط التلوث من الفلاتر الكيسية (Bag filters)، والمرسبات السيليكونية والمرسبات الفهروستاتيكية الكهربائية الا انها غير مجدية بالحد الكافي للحد من التلوث والغبار.
موقع المصنع
تم استطلاع رأي الناس حول موقع المصنع ومدى ملائمته لهذه الصناعة، وقد تم وضع هذا السؤال في نهاية الاستبانة جدول رقم (2) بهدف تفعيل حركة التفكير لدى معبئي الاستمارة ليعطي رأياً ممحصاً مبنياً على نقاط موضوعية تخص عقد موازنة بين ايجابيات وسلبيات موقع المصنع وليس مجرد انطباع مزاجي متسرع. وقد أظهرت النتائج بأن (88.9%) من أفراد العينة يعتبرون أن موقع المصنع غير مناسب، ولم يُبد سوى (4,4%) قناعة بأن هذا الموقع مناسب رغم أن هذه الصناعة ساهمت في تشغيل بعض أبنائهم وساهمت في توفير سيولة مالية لهم من خلال التعويض عن الأراضي التي استملكتها الشركة، وساهمت نسبياً في رفع أسعار الأراضي المحيطة بالموقع، ويبدو أن العوامل الأخرى المتعلقة بالزراعة والصحة والأثر البيئي التي وردت سابقاً كان لها الأثر الأكبر في بلورة رأي أفراد العينة على هذا النحو.
وأخيراً لقد كان بالإمكان اقامة هذا المصنع على بُعد عشرين كيلو متراً شرقاً عن الموقع الحالي بمحاذاة الطريق الدولي الذي يربط عمان بالعقبة، وتحقيق موقع أفضل من حيث:
1- الابتعاد عن التجمعات السكانية وتجنب مخاطر التلوث على الانسان وصحته.
2- الابتعاد عن محمية ضانا وتجنب المخاطر البيئية على هذه المحمية التي اعتمدت دولياً للسياحة البيئية في المنطقة.
3- تنمية منطقة صحراوية بتجمع سكاني جديد يخدم المصنع ويساهم في بنية تحتية جديدة على غرار موقع الفوسفات في الحسا.
4- استخدام أراضي صحراوية مملوكة للدولة وغير زراعية وتجنب تدمير الأراضي الخصبة التي يمتلكها أهالي المنطقة في القادسية مما يوفر تعويضات استملاك هذه الأراضي.
5- التجاور المباشر مع المواد الخام في منطقة الفجيج على الطريق الدولي الصحراوي في منطقة الفجيج.
6- تقريب المسافة من ميناء العقبة نحو عشرون كيلو متراً وأثر ذلك على الكلفة اقتصادياً وتوفير مخصصات الطريق الدائري الذي يربط الطريق الدولي بالمصنع الحالي.