نشرت الزميلة الغد خبرا عن قيام سلطة اقليم العقبة بتخصيص 4 ملايين دينار كمنحة تعليمية لابناء المدينة تصرف من اموال "السلطة الخاصة" بالتعاون مع شركة تطوير العقبة والخبر على ثمانية اعمدة " مانشيت" مما يدلل على احتفاء المحرر بالخبر وهو امر طيب يعكس حرص الزميل على اخوته من ابناء العقبة كما يدلل على حرص مماثل من لدنه على ابراز الوجه الانساني لمفوض العقبة خصوصا وهو يتعرض لمحنة " فساد" نتمنى له البراءة منها ان كان يستحقها - اقصد البراءة وليس شيئا اخر - .

وفي الخبر ان" سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة قررت توحيد الجهود مع شركة تطوير العقبة لتخصيص اربعة ملايين دينار تصرف في السنوات الاربع القادمة، يتم عبرها تغطية نفقات 480 طالبا وطالبة بمعدل 120 منحة سنويا، وذلك في تخصصات مختلفة مرتبطة بفرص العمل الحالية والمستقبلية التي ستوفرها المشاريع الاستثمارية والتطويرية في المنطقة".

كما جاء في الخبر ان رئيس السلطة اشار الى "سيتم وضع اسس عادلة للاختيار لتلك المنح، وستؤخذ كافة المناطق والقرى داخل محافظة العقبة بعين الاعتبار في تلك الاسس" ، معلنا عن دعم سنوي بقيمة 400 الف دينار تقدم لـ 150 طالبا وطالبة من كلية العقبة الجامعية المتوسطة التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية، ولـ50 طالبا وطالبة من ابناء العقبة الذين يدرسون في الجامعات الحكومية المختلفة في المملكة. قيل في سياق الخبر ان ذلك يأتي في سياق توجيه ملكي كريم.

بعد قراءة الخبر تولدت لدي ملاحظات عدة:

اولا : ان ادارة العقبة الخاصة ارادت ان تصنع مفاجأة طيبة لابناء المنطقة وتسجل هذا الخير الاهل الخير ممثلا بجلالة الملك خصوصا وان اعلام الديوان الملكي لم يرسل خبر المكرمة الملكية عبر القنوات المتعارف عليها في الاخبار المتصلة بمكارم سيدنا لذلك شعرت لوهلة ان الخبر والمبادرة صنعت بالكامل في العقبة وجرت عملية دعمها لاحقا من قبل عمان.

ثانيا : في الاحوال العادية فان المسؤول الذي يتعرض لاتهام بالفساد – وبصرف النظر عن موقفه فيها - فهو مطالب اولا بالاستقالة ان اراد ان يحترم سمعة الادارة العامة واذا كان واثقا من عدالة موقفه عليه ان يتوقف عن العمل باخذ اجازة الى ان يتبين الخيط الابيض من الاخر الاسود واذا اراد ان يستمر في عمله كأن شيئا لم يكن فان عليه ان لا يبالغ في الظهور الى العلن لئلا يخدش مشاعر كارهي الفساد.

ثالثا:المكارم الملكية نبيلة دائما وكريمة ابدا وعظيمة في اثرها ولاتلقى من الناس الا كل الحب وبالتالي فان ارسال الرسائل النبيلة يحتاج الى وسائل تشبهها وكنت اتمنى ان يصدر الخبر من لدن اعلام الديوان الملكي الذي نقدر تفانيه واتقاد همته.

رابعا: ان اختيار الوسيلة الاعلامية ربما كان رسالة بحد ذاتها وإلا لماذا لم يظهر الخبر في وسائل اعلام اخرى علما بان " الشطارة في تحصيل السبق الصحفي معدومة في مثل هذه الحالات .

خامسا : هذه المنحة تدلل على ان الوضع المالي للعقبة الخاصة متين جدا الامر الذي يجعلها تمارس ترف منح الملايين وهذا يدلل على نجاح المشروع تحت قيادة المهندس المذكور وان الروح العملية وارتداء "الفلدة" صيفا شتاء هي مفتاح النجاح.