فاز بعضوية مجلس النواب الجديد 56 نائباً سبق أن كانوا نواباً في المجالس السابقة ، أي أن لدى ما يقارب نصف أعضاء المجلس الجديد خبرة نيابية سابقة ، بصرف النظر عن نصيب كل منهم من الكفاءة والفعالية.
لكن ما يلفت النظر أن يغيب عن المجلس الجديد نواب مخضرمون ، أثبتوا وجوداً فعالاً في المجلس السابق ، وكان المتوقع أن يعاد انتخابهم لقدرتهم على أداء المهمة المطلوبة ، وقد سمت (الرأي) منهم كلاً من سعد هايل السرور ، محمود الخرابشة ، مصطفى شنيكات ، مفلح الرحيمي ، مصطفى حمارنة ، وجميل النمري.
سأقف قليلاً أمام اثنين من هؤلاء هما: مصطفى حمارنه وجميل النمري.
حمارنه كان بمثابة دينامو سياسي نجح في تشكيل تيار يضم عدداً من النواب تحت عنوان المبادرة النيابية ، والتي كان يمكن أن تتحول مع الوقت إلى حزب سياسي ذي برنامج مدروس.
حمارنة استطاع أن يحقق بعض ما يريد ، ليس عن طريق المجابهة والصوت العالي بل عن طريق القيادة من الخلف ، تاركاً الصدارة لغيره لأنه لم يكن وراء الظهور والزعامة ، بل وراء إنجاز أهداف محددة. واستطاعت (المبادرة) أن تساوم الحكومة من مركز قوة وأن تنتزع منها تنازلات ملموسة.
جميل النمري بدوره كان نموذجاً للنائب الفعال وصاحب الأفكار ووجهات النظر ، وهو القوة الكامنة وراء نظام القوائم المفتوحة. ومن سخرية القدر أن يكون أول ضحايا هذا النظام!.
هذا لا يعني أننا نتفق مع الاثنين في جميع ما ذهبا إليه. فقد أخذنا على الحمارنة ومبادرته جهودهم الحثيثة لفتح الباب لآلاف العرب والأجانب بأن يصبحوا بعد حين أردنيين لمجرد أن أمهاتهم يحملن جوازات سفر أردنية.
وأخذنا على النمري أنه كرس جهوده لإقرار فكرة القوائم المفتوحة التي أدت عملياً إلى أسلوب الصوت الواحد ، وجعلت أعضاء القائمة الواحدة في معرض التنافس فيما بينهم ، وبالنتيجة كانت كل قائمة تقريباً تمثل مرشحاً واحداً هو الذي شكلها بالشكل الذي يناسبه.
الديمقراطية ليست مثالية ، والاحتكام لصناديق الاقتراع لا ينتج الأفضل دائماً. يكفي القول بأن هتلر وموسوليني وبوش وبلير ونتنياهو فازوا في انتخابات ديمقراطية وتنافسية حرة.
لكن الانتخابات تظل الخيار الأفضل ، وخاصة إذا فكرنا بالبديل ، ومن هنا القول بأن الديمقراطية أسوأ نظام سياسي بعد كل الأنظمة الأخرى!
الراي