الرصاصات التي قتلت ناهض حتر قتلتنا جميعاً مسلمين ومسيحين لأننا في الاردن اسرة واحدة نختلف في التفاصيل ونقسوا في النقد احياناً ولكن عندما يتعلق الامر بالثوابت الوطنية والوحدة الوطنية والتعايش السلمي نقف صفاً واحداً ضد كل من يحاول تهديد أمننا الوطني ونسيجنا الاجتماعي والمس بوحدتنا الوطنية.

فالحزن والألم والجرح أطال كل أسرة أردنية لأننا في الاردن ومنذ تأسيس الإمارة لم نتعود لمثل هذه الجريمة الشنعاء.

أذا كان ناهض حتر من أخطأ في وضع الكاريكاتير فهو أعتذر وقال أن قصده كان نقل ما يفكر به الدواعش ونظرتهم للإله والجنة وليس الإساءة الى الاسلام والمسلمين ، وقد أوقف في السجن ورضخ للقانون والقضاء وذهب في موعد المحاكمة وأمام قصر العدل قُتلَ أمام أبناءه من قِبل قاتل سلفي نصب نفسه القاضي والحكم ، لا اعتقد ان المجرم قام بفعله منفرداً وهو مهندس يعمل في وزارة الاوقاف ومعروف عنه تعصبه الديني وانتمائه الى السلفية !! واعتقد ان هناك جهات ومجموعات داخلية وخارجية وراء الحادث أرادت أن تقتل ناهض حتر لمواقفه وآرائه السياسية أولاً وأثارة النعرات الدينية في الاردن وتهديد أمنه واستقراره.

ما يؤلمنا أكثر من مقتل ناهض خطاب التحريض والكراهية والفتنة وثقافة التكفير التي لاحظناها قبل وبعد استشهاد ناهض هذا الخطاب الغريب عن مجتمعنا الاردني وتاريخنا ومسيرتنا وتقاليدنا وتعايشنا السلمي هذا الخطاب الذي انتشر من خلال المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والذي كان من المفروض إيقافه بشتى الوسائل والضرب بقوة ومحاسبة الذين يزرعون الفتنة في المجتمع الاردني .

ناهض كان مهدداً بالقتل من ارهابيين كان علينا واجب حمايته خاصة وهو ذاهب الى المحاكمة وليس تركه وحيداً لمواجهة الخطر الارهابي خاصة وان هناك خلايا داعشية في الاردن أرتكبت جرائم بحق رجال المخابرات العامة في البقعة وفي أربد ذهب ضحيتها أفراد من قواتنا المسلحة والاجهزة الأمنية.


أما وقد حدث ما حدث وقتل ناهض بعمل إرهابي علينا الآن أن نقف صفاً موحداً لعدم السماح للفتنة الطائفية فناهض لم يقتل لأنه مسيحي قتل بسبب آرائه السياسية وتصديه للإرهابيين والدواعش الذين يدمرون البلاد العربية والذين ورائهم أجهزة إقليمية ودولية والذين يريدون تقسيم المجتمعات العربية وتدميرها وتدمير دولها فالمؤامرة الكبرى تستهدفنا جميعاً فعلينا اليقظة والتلاحم ورص الصفوف هكذا فقط ننتصر لناهض ، رحم الله فقيد الاردن .
الدكتور
تيسير عماري