مناهجنا التربوية والتعليمية أساس نهضتنا وبها نتحدى كل الظروف والأحوال لصناعة أبناء قادة للمجتمع ناجحين ومتفوقين , قادرين على تحدي المخاطر والصعاب والوقف بقوة أمام أي تحدي له , سواء أكان لشخصه أو لوطنه أو لامته , فكلما كان يمتلك مقومات وإمكانيات كان متمكنا من إدارة نفسه والدفاع عن وطنه والتصدي لأي ظرف طارئ , هذا ما نريد من أبنائنا وهذا ما يفترض أن تعطيه المناهج , وتغطية البرامج التربوية بالمناهج الشاملة والمتكاملة العناصر, هو ما يمنح الأبناء والمجتمع هذه القوة , وهذا الصمود .
وقد جاء بديننا الإسلامي الحنيف ما يؤكد على ضرورة حسن الاختيار للمنهج
( قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71).
نريد أن ننهض بأنفسنا وبوطننا وبمجتمعنا و بأبنائنا الطلبة, نريد نهضة للأمة وللوطن وللشباب, نريد مجتمعا راق بسلوكه, ومميز بنظرته وحالم بأهدافه , وطموح بتوجهاته , وقوي بعزيمته , نريد تأسيس التعليم على أساس قوي وراسخ كما هي رسوخ جبالنا وعلوها وكما هي تميز وقوة عقيدتنا الإسلامية , وكما هي صلابة أرضنا الطيبة المليئة بالخيرات والبركات , وكما هو طموح الآباء و الأمهات في أملهم بأبنائهم, فهم امتداد لوجودهم وبقائهم , ومن هنا يأتي إيماننا بان رمز بقاءنا بالكون وبالعالم سيكون التحدي الأكبر لبقاء الأمة العربية الإسلامية.
نعم ...! لطموحاتنا وآمالنا التي لا يمكن أن تتم الا بوجود منهج ...! صالح كمنهج حياة , وكمنهج مدرسي وكمنهج جامعي , وكمنهج مجتمعي, يستطيع من خلاله الحفاظ على كل معطيات المجتمع وبقاءه كمجتمع قوي له أساسيات وقوانين ومبادئ , فلا يستقيم أي منهج بلا مبادئ ولا قوانين وأنظمة يعترف بها المجتمع ويقبل بها الولي لأولاده كامتداد له من بعدة في مجتمع يمر علية مئات الاختلافات وملايين البشر , والعديد من الحضارات والكثير من الثقافات والتنوع في الأفكار والأطروحات , وعالمية التواصل , وهشاشة العلاقات وارتباطاتها معا .
نحن في أوطان رأس مالها الأقوى والأثبت .هو الإنسان , هذا الإنسان الذي يعتمد علية في كل شيء , حتى التطورات الاقتصادية يعتبر أساسها ,كما هو قوام كل المجالات الأخرى , وعمودها الرئيسي للبناء , لذا تعتبر المؤسسات التعليمية هي أساس لهذه الأهداف وهذه الطموحات , وكل التطلعات والآمال يتم الاعتماد على منهجنا كي يحققها . فتقاس قوة المؤسسات التعليمية والتربوية بمقاييس متنوعة وعديدة وأولى هذه المقاييس وأهمها هو المناهج التدريسية والتعليمية والتربوية المقدمة للطلبة في تلك المؤسسات , فكلما كانت المناهج المقدمة للطلبة تراعي وتهتم بأدق التفاصيل لهم , و تتناسب مع مقومات وأساسيات مجتمعهم كانت هذه المناهج أقوى وأفضل .
نعم وألف نعم فكل مؤسسة علمية تربوية تحرص كل الحرص على تقديم أفضل المناهج وأحسنها لطلبتها , بهدف الحصول على نتائج مميزة في مخرجات تعليمية شبابية, تكون متمكنة من قيادة أنفسهم وأداء الخدمات المطلوبة منهم بعد التخرج , فالطلبة هم المنتج و المخرج الأساسي والاهم لها , ليس فقط للمؤسسة التي تخرج منها بل للمجتمع ككل وللأمة التي ننتمي إليها , فهو ابن هذا المجتمع ولا يوجد من هو أفضل منه لتقديم الأفضل والأحسن لمجتمعه , بمعنى أخر أن الطالب من هالمجتمع وسيعود إلية بالنهاية ,وكلما كانت مخرجات التعليم ذات كفاءة عالية كلما كانت نفطية متطلبات المجتمع حاضرة , وكلنا نعلم ما كانت المناهج القديمة تؤسس وتقدم للمجتمع , حيث كان خريج الإعدادية أو الثانوية معلما في مجتمعة , قادرا على أدارة التعليم لمن هم في نفس عمرة آنذاك ويكون من طلابه قادة للمجتمع , يتم الاعتماد عليهم بمهام كبيرة وجسيمة.
كل هذا وغيرة يعتبر من المسلمات , والبديهيات في أن المناهج تعتبر أساس وركيزة للتطور والتحسين والتغيير المطلوب لحياتنا , وجميع المجتمعات التي نهضت بأوطانها وأصبح لديها الآن أقوى اقتصاد وأقوى قوى سياسية , حيث كان اعتمادها أساسا على المناهج التربوية وبجميع مستوياتها فمنذ الصغر وحتى بناء الشباب هناك سلسلة من المنهجية يتم الاعتماد عليها للتحسين والتطوير المرغوب بوجود مناهج متكاملة تخرج الإنسان قوي ومتماسك , ومتمكن من التصدي لمي يواجهه من مشكلات وصعوبات , وقادر على تحقيق الانجازات .
ولوطننا العربي عموما خصوصية ثقافية وعقدية واجتماعية , تأتي من عدد من الأسباب , أولها المبادئ والأساس الديني والعقدي والاجتماعي الذي تعتمد علية , وأهدافها وطموحاتها , التي لا يمكن تحقيقها الا بان بوجود مناهج تعتمد أساسا لها كل ما هو موجود في مبادئنا وعقيدتنا , وأي مساس في هذه الأساسيات , أو الاختراق , لن يكون مرحب به ولا مقبول لأحد ,حيث يعتبرها المجتمع أثمن ما في مؤسساتنا التربوية والتعليمية , كما ويعتبرها أساس في وجودة وكيانه في عالم متغير متقلب ومتحول باستمرار , ولا يستقيم وجودة بالحياة إلا بها وبتغطيتها كل ما يتمنى ويرغب من إعداد أبناءه للمستقبل .
لذا فمناهجنا ستبقى أساس نهضتنا , ومصدر قوتنا , وانطلاق لمواقفنا نحو هذا العالم ونحو الكون الملي بالمتغيرات المفاجئة , والتي لا بد أن نعد العدة لها ونستعد جيدا من خلال تأسيس قوي لأبنائنا الطلبة بكافة المستويات التعليمية وبكافه المراحل العمرية , لإعداد وتمكين الشباب للحياة , وتمكينهم من التصدي لمشكلاتها والانتصار على تقلباتها.